قالت رئاسة الجمهورية اللبنانية السبت إنه تم تشكيل حكومة جديدة من 24 وزيرا برئاسة نواف سلام، بعد أسابيع من مشاورات مكثفة أتت على وقع تغييرات في موازين القوى السياسية بعد إضعاف حزب الله إثر حرب مدمّرة مع إسرائيل.
أوردت الرئاسة اللبنانية السبت نبأ تشكيل حكومة جديدة مكونة من 24 وزيرا يرأسها نواف سلام.
وقالت الرئاسة في بيان إن "الرئيس (جوزاف) عون وقّع مرسوم قبول استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، ومرسوم تكليف الرئيس نواف سلام بتشكيل الحكومة، ووقّع مع الرئيس المكلّف مرسوم تشكيل حكومة من 24 وزيرا".
هذا، وأكد رئيس الوزراء اللبناني الجديد نواف سلام في كلمة ألقاها السبت أن الحكومة الجديدة ستنفذ إصلاحات اقتصادية، مما يقرب البلاد من الوصول إلى أموال إعادة الإعمار والاستثمارات في أعقاب الحرب المدمرة التي دارت العام الماضي بين إسرائيل وحزب الله.
"الإصلاح.. الطريق الوحيد لإنقاذ حقيقي"
وقال سلام إن لبنان سينفذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701، الذي أنهى حربا سابقة بين حزب الله وإسرائيل في العام 2006.
وجاء في كلمته "أما وقد أعلنا الحكومة التي أتمنى أن تكون حكومة الإصلاح والإنقاذ.. يهمني أن أؤكد على النقاط التالية... أولا أن الإصلاح هو الطريق الوحيد إلى الإنقاذ الحقيقي".
وتابع أن الحكومة ستعمل على "تأمين الأمن والاستقرار في لبنان عبر استكمال تنفيذ القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار ومتابعة انسحاب إسرائيل حتى آخر شبر من الأراضي اللبنانية، وذلك بالتلازم مع إعادة الإعمار".
وأضاف "ستسعى هذه الحكومة إلى إعادة الثقة بين المواطنين والدولة وبين لبنان ومحيطه العربي وبين لبنان والمجتمع الدولي".
"خط أحمر"
ويأتي إعلان تشكيل الحكومة اللبنانية الجددة بعد محادثات دامت أكثر من ثلاثة أسابيع مع الأحزاب السياسية في البلاد حيث تُوزع المناصب الحكومية بنظام المحاصصة الطائفية.
وكانت قد سادت حالة من الجمود خلال الأيام الماضية بشأن الوزراء الشيعة، الذين عادة ما يعينهم حزب الله المدعوم من إيران وحليفته حركة أمل. لكن واشنطن عارضت تدخل حزب الله في الحكومة الجديدة.
وقالت نائبة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس الجمعة إن الولايات المتحدة تعتبر انضمام حزب
الله إلى الحكومة اللبنانية المقبلة "خطا أحمر"، وشكرت إسرائيل على توجيه ضربات مدمرة للحزب، في تصريحات أثارت احتجاجات في لبنان.
وإلى ذلك، سُمح لحركة أمل، التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، في النهاية باختيار أربعة وزراء منهم وزير المالية ياسين جابر، إلى جانب الموافقة على وزير خامس.
تحول جذري في ميزان القوى
والحكومة مكلفة الآن بصياغة بيان للسياسات سيحدد نهج الحكومة المقبلة وأولوياتها، وسوف تحتاج بعد ذلك إلى تصويت بالثقة
من جانب مجلس النواب من أجل أن تتمتع بصلاحيات كاملة.
وقد تم انتخاب الرئيس اللبناني جوزاف عون، الذي يحظى بدعم الولايات المتحدة عندما كان قائدا للجيش، رئيسا في التاسع من يناير/ كانون الثاني ورشح سلام لتشكيل حكومة جديدة بعد أيام من تنصيبه. فيما كان سلام يشغل منصب رئيس محكمة العدل الدولية.
ويعد ترشيح سلام أحدث علامة على وجود تحول جذري في ميزان القوى في لبنان، في أعقاب الضربات المدمرة التي وجهتها إسرائيل لحزب الله والإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول وانتخاب عون الشهر الماضي.