
كانت فترة معاوية ولد سيد أحمد الطايع فى الرئاسة فترة لن ينساها الموريتانيون بما لها وماعليها
لم يكن الرجل سيئا على الإطلاق
كان على المستوى الشخصي قائدا مهابا شجاعا وكاريزماتيا
كان وطنيا شجاعا ونظيف اليد فلم يترك خلفه أية عقارات أو اموال تخصه لكن المحيطين به من اركان حكمه ومقربيه اكلوا الأخضر واليابس واشاعوا ممارسات قبلية جهوية ضربت كل محاولاته لبناء دولة مدنية للجميع
لم يستطع معاوية السيطرة على مقربيه فطفقوا يستغلون نفوذهم لتحصيل الأموال وضرب الاقتصاد الوطني
ولد الطايع كان مؤمنا بموريتانيا مدافعا شرسا عن وحدتها واستقرارها رغم كل ما يحاول البعض إلصاقه به من تهم غير مؤسسة
ارتكب اخطاء كبرى لعل من ابرزها مع إطلاق اليد لمقربيه لإفساد الدولة وإفلاسها إبعاد مواطنين موريتانيين إلى السنغال حتى وإن كان إبعادهم تم فى ظروف استعجالية اختلط فيها المواطن بالأجنبي وتم فيها بالفعل تجييش بعض المواطنين الموريتانيين ضد آمن وطنهم ولحمته وسيادته الترابية
ولد الطايع عندما طرح عليه مسؤولون امميون قضية المرحلين الموريتانيين إلى السنغال قال " إنهم يعودون يوميا بهدوء ولا أحد يمنعهم من العودة عبر المنافذ الحدودية ولدي تقارير بعودة الالاف منهم دون مشكلة"
كان ولد الطايع صارما فى دفاعه عن موريتانيا و لم يقبل ابدا الاسنفزاز والعدوان حتى من فرنسا
ودفاعه عن بلده بدأ منذ التحاقه بالجيش الوطني حيث اشتهر فى جبهات القتال بكفاءته فى التخطيط والمناورة ورسم مسارات المواجهة مع العدو ولقد ظل كفاءة وطنية نادرة فى ذلك المجال
ولد الطايع ترك بصمات مهمة على تاريخ البلاد
* حارب الأمية بشجاعة نادرة ونجح بنسبة كبيرة فى دمج معظم المواطنين فى جهود التعلم
* ربط البلاد بالعالم بعد عقود من العزلة عبر" دومسات" العملاق
* مكن للغة العربية وشجع استخدامها بشكل رسمي فى جميع مرافق ومؤسسات الدولة
* واجه فرنسا بصلابة فطرد عسكرييها وتمكن من تحرير ضابط كانت فرنسا تحتجزه لتبدأ عن طريقه توريط البلاد فى ملفات حقوقية بالغة الخطورة
* واجه عبدو جوف بحزم غداة احداث1989 الاليمة
كانت السنغال مدعومة من فرنسا والمغرب وغالبية الدول الافريقية والإسلامية وكان ولد الطايع يدرك تماما أن فرنسا تستخدم السنغال وعنصريى" افلام" قفازات لضرب الدولة الموريتانية وانتهاك سيادتها ولحمتها
وجد ولد الطايع فى العراق والجزائر وتونس سندا قويا وخاصة عندما قرر الرئيس الشهي د صدام حسين بكل شجاعة وسرعة ونجاعة دعم موريتانيا بالسلاح والرجال وليس بمجرد بيان ورقي
موقف صدام العظيم غير المعادلة حتى اضطر عبدو جوف إلى رفض دعوات شن حرب على موريتانيا وجهها له سنغاليون وموريتانيون وفرنسيون راوا أن تلك فرصتهم لإذلال موريتانيا وتمزيقها
لاحقا قررت السنغال إيام عبد الله واد إطلاق مشروع مائي بالغ الخطورة يهدف ل" تعطيش" موريتانيا وتجفيف الضفة الشمالية للنهر
كان اسم المشروع " الأحواض النابضة" كانت فكرته تقوم على تحويل مياه النهر عبر ممرات وانابيب ضخمة إلى العمق السنغالي
كان كل شيئ جاهزا لدى عبدالله واد تمويلات ضخمة من فرنسا ودول خليجية ومئات المهندسين والعمال واسطول من الاليات من دول آسيوية عدبدة
تلقى ولد الطايع تقريرا مفصلا عن المشروع عن دوافعه عن فكرته عن تنفيذه عن اهدافه عن آثاره الكارثية على موريتانيا شعبا وثروة مائية وبيئة
لم ينتظر ولد الطايع إطلاق المشروع السنغالي المدمر بل ارسل رسله لعبدالله واد برسالة مختصرة
( عليكم نسيان هذا المشروع إلى الأبد وسحب الاليات والعمال وإلا فأنتم تدفعوننا إلى مواجهتكم عسكريا ونحن جاهزون للحرب)
وبينما كان واد يتلقى تلك الرسالة واضحة غير مشفرة لا لبس فيها كانت وحدات وارتال الجيش الموريتاني تزحف جنوبا ليل نهار على طول الضفة وعلى امتداد طريق " نواكشوط - روصو"
فهم واد أن ولد الطايع ترجم غضبه بخطوات على الأرض وأنه فعلا سيحارب حتى واد ذلك المشروع المثير للجدل
جاءت وساطات عديدة وتحرك رؤساء هنا وهناك لنزع فتيل الازمة
ولد الطايع قال لكل الرؤساء والوسطاء
إذا الغت السنغال المشروع فإن الازمة منتهية وإلا فنحن سنحارب دفاعا عن مصالحنا ولن نتراجع عن حماية مصالحنا مهما كانت الظروف
لم يبق أمام واد سوى زيارة انواكشوط وانتزاع ابتسامة من رئيسها الغاضب وطي الملف وديا
جاء واد واعتذر وأعلن إلغاء المشروع وقال إنه جاء لزيارة اخيه معاوية لتجاوز الخلافات وفتح صفحة جديدة من التعاون والتعايش والود
لم يكن بمقدور أية قوة لي ذراع موريتانيا فى حقبة ولد الطايع الذى ظل صارما وحاسما فى دفاعه عن مصالحها العليا
من اخطاء ولد الطايع التطبيع من العدو ولقد أقدم عليه مكرها درء لخطر داهم كان يتهدد موريتانيا شعبا وارضا ومؤسسة عسكرية
على المستوى السياسي حاول ولد الطايع ارساء نظام ديمقراطي لكنه فشل ففى النهاية لا تمكن دمقرطة شعوب قبلية غير متعلمة مع انه فتح حرية إعلام ورأي غير مسبوقة فى البلاد
وعلى المستوى الاقتصادي تأرجخ اداؤه ولم ينجح فى تقوية الاقتصاد وتحسين ظروف المواطنين
حاول ولد الطايع رغم كل الظروف الصعبة تطوير البنى التحتية تعليما وصحة وطرقا وزراعة لكن الفساد حال دائما دون الوصول لنتائج مشجعة فى ذلك المجال
سيظل ولد الطايع فى ذاكرة الموريتانيين وإن اختلفت اراؤهم حوله رجلا وطنيا صبور شجاعا لا يساوم فى وحدة البلاد وامنها واستقرارها
فى زمنه لم يكن التنابز بالالقاب الشرائحية والفئوية مسموحا به تحت أي ظرف من الظروف
ويقينا ولد الطايع لديه اخطاء مازال البعض ياخذها عليه حتى وإن كانت من باب
( فإن يكن الفعل الذى ساء واحدا
فأفعاله اللائى سررن الوف.
حبيب الله ولد احمد



