وعارضوا بعيدا عنه… ” تناتفوا” بعيدا عنه….
الجيش ليس محل تهمة، وليس في نقطة ضعف. وليس “رئيس جمهورية” ، أو” قيادة وطنية”؛ وهو لذا ليس في حاجة إلي “ملتمسات الدعم والمساندة”؛ كما أنه في الوقت ذاته في غني عن اتخاذه معبرا إلي معارضة السلطة.
هو جيشنا كلنا… هو درعنا… هو ضامن ألا نتحول صومالا أخري. هو حامي أرضنا من أن يخلق فيها ” أزواد” مستباح آخر.
******************
تقربوا أيها الساسة والمنافقون والمتزلفون من الرئيس محمد ولد عبد العزيز بأمور أخري من برامجه… دافعوا عن سياساته… ألِّهُوه كما فعلتم مع كل أسلافه… ساعدوه بألا تسرقوا ما يأتمنكم عليه من أموال الدولة.
وأنتم أيها المعارضون والغاضبون العبوا بعيدا عن الجيش، ولا تكرروا أخطاء وقع فيها بعضكم حينما اتخذ موقفا غير ودي من لغة البلد لمجرد أن الله كتب علي الوزير الاول مولاي ولد محمد الاقظف قول كلام طيب عن التعريب بادر إلي نفيه علي لسان وزير التعليم لاحقا.
ولن أعلمكم كيف تعارضون الرئيس عزيز فمن بينكم من هم أساتذة العالم في معارضة الأنظمة، ومن بينكم طلاب نجباء استطاعوا خلال فترة وجيزة تحقيق نتائج فاقت التصور، ومن بينكم مهندسون رائعون يتقنون فن بناء الجسور التي تضمن انسيابية الحركة بين ضفتي المعارضة والموالاة.
لا أقول إنه ليس لكل منا الحق في التعليق علي العملية الموريتانية الفرنسية التي قال الفرنسيون إنها كانت من أجل إنقاذ الرهينة جرمانو ( وعجلت بقتله)، فيما قالت الحكومة إنها كانت ضربة استباقية لمنع هجوم وشيك علي حامية موريتانية.
لكل منا الحق في التعليق… ولنا الحق في الاختلاف في التقدير.
حينما تقول الحكومة إنها قادرة علي نقل المعركة خارج البلد لضمان سلامة الداخل… قد نختلف معها في التقدير، لكن نحترم لها ذلك، ونفترض حسن النية… وشخصيا أتمني أن تكون قادرة علي إبعاد شبح الخطر عنا وعن أولادنا، وزيادة علي ذلك تحرر ما استطاعت من إقليم ” أزواد” السائب الذي كان من سيئات الفرنسيين سلخه من موريتانيا و إلحاقه بدولة لا يبدو أنها تريده. ( وذلك موضوع آخر ربما عدت إليه لاحقا).
أعتقد أننا سنشعر بالراحة وبالفخر كلنا حينما تتمكن موريتانيا من خلق شريط آمن في إقليم ” أزواد” يبعد الخطر ” الخارجي” للقاعدة عن البلد. ولن أشكك في قدرة السلطات علي ذلك، لكن أعود إلي التركيز علي كلمة ” القدرة”.
وحينما تقول المعارضة إن التركيز ينبغي أن يكون علي حماية الحدود من داخلها، وبسط السيطرة علي كل المناطق الموريتانية السائبة، والابتعاد عن العمليات الخارجية … فهذا أيضا تقديرها للامور ولا ينبغي أن يثير ضجة ” التخوين” المعهودة. وهي مثل السلطة معنية بأمور البلد ، وينبغي أن يفترض فيها حسن النية مثل السلطة تماما.
ما هو مرفوض من الطرفين هو الاحتماء بـ ” قدسية” القوات المسلحة للنيل من الخصوم والتزلف للحاكم، أو اتخاذ الجيش مطية للهجوم علي سلطة في مقدور خصومها نهش لحمها بطرق سالكة، وأكثر واقعية.
******************
وما أعتقد أننا كلنا مجمعون عليه في دواخلنا، لكن يرفض بعضنا الاعتراف به، هو أن هؤلاء الذين يحاصروننا باسم الديمقراطية وحقوق الانسان ويذبحونهما في كل مناطق العالم، حينما تقتضي مصلحتهم ذلك، ويدفعون بنا في حروب ضد ” الارهاب” ويمارسونه أو يدعمونه في أبشع أنواعه، لا يأتي من ورائهم إلا الدمار.
وسيكون من الخطأ الجسيم أن نسقط في مخططاتهم.. نحن أدري منهم بمحاربة كل مارق في الصحراء التي تعرفنا ونعرفها. وسيكون من العبث أن يعلموننا كيف نحارب “رجال القبائل”، بينما هم يتعلمون سرا كيف يسرقون أرضنا، واستقلالنا، واستقرارنا.
إن وجودهم مقرون بالهدم، فلنبتعد عنهم… ولنا في الباكستان ، وأفغانستان، والعراق، والصومال ما يجعلنا نفكر مائة ألف مرة قبل أن نقبل عروضهم بتحويل أرضنا إلي دم ورماد.
تاريخ النشر الأصلي 24 شتمبر 2010