تحدث تقريرنشره حديثا معهد الشرق الأوسط المتخصص بمتابعة محركات القاعدة وأخواتها من التنظيمات الأرهابية التي تنشط في الشرق الأوسط وبلدان المغرب العربي موريتانيا. والمغرب. والجزائر. وتونس. وليبيا.إضافتا إلي مصر. والسودان.ودول الساحل الأفريقي،المعهد يوجد مقره بالعاصمة الأميركية واشنطن،أشار إلى أن "تهديد الجماعات المتشددة ما زال يتربص ببلدان شمال أفريقيا".
وتشير هذه الدراسة إلى تغير الخريطة الأمنية بشكل كبير في المنطقة المغاربية بعد سنة 2011، وهي المرحلة التي شهدت انطلاق ما يعرف بـ"الربيع العربي".
ويقول التقرير إن ليبيا كانت المتضرر الأكبر بعد سنة 2011 على خلفية تصاعد العمليات الإرهابية بها، مركدا أن البلاد أصبحت "مرتعا للمنظمات السلفية المتطرفة مثل داعش وتنظيم القاعدة الذي عمل على فتح معسكرات للتدريب في جنوب غرب ليبيا".
ويشير التقرير بدرجة أقل إلى تونس باعتبارها البلد الذي شهد عدة ضربات إرهابية، خاصة في الجهة الغربية المتاخمة للحدود الجزائرية، حيث تتحصن بعض الجماعات المتشددة.
وبلغة الأرقام، يرى معهد الشرق الأوسط أن الوضع الأمني في الجزائر والمغرب هو أكثر استقرارا مقارنة بما يجري في ليبيا وتونس.
وتحدث التقرير أيضا عن "التجربة الطويلة التي قطعتها الجزائر في محاربة الجماعات المتطرفة، والعمل المتواصل الذي تقوم به من أجل التصدي للمتشددين".
ويظل المغرب، وفق التقرير ذاته، يشكل "استثناء في المنطقة المغاربية"، إذ لم يسجل أية عملية إرهابية منذ سنة 2003، تاريخ تفجير الدار البيضاء، مقابل العديد مما وصفها التقرير بـ"الإنجازات في محاربة الإرهاب التي حققتها المصالح الأمنية بتوقيفها لعدد من المتشددين".
وتشير الدراسة إلى مجموعة من التحديات الأمنية في المنطقة المغاربية تفرضها مجموعة من العوامل أهمها قربها من الساحل الأفريقي، حيث الأوضاع الأمنية متدهورة، وانتشار الجماعات المتطرفة.
إلى جانب عودة المقاتلين في صفوف التنظيمات المسلحة في سورية والعراق، فضلا عن استمرار "البطالة والإقصاء الاجتماعي والتهميش السياسي"، وهي كلها أسباب ما زالت قائمة في المنطقة، تجعل "شبح الجهاد يطارد شمال أفريقيا لفترة طويلة".
الواقع والتهديدات
يشير الباحث المغربي والمتخصص في الجماعات الإسلامية، إدريس الكنبوري، إلى وجود "تضارب كبير في التقارير الدولية الصادرة عن بعض المعاهد المتخصصة بخصوص الوضع الأمني في البلاد".
وتعليقا عما ورد في تقرير معهد الشرق الأوسط، يقول المتحدث في تصريح لـ"أصوات مغاربية" إنه "تضمن جزئية مهمة تبدو متناسقة بشكل كبير مع الوضع العام السائد في المنطقة المغاربية".
"هناك تمايز واضح في الخريطة الأمنية المغاربية، فمن جهة نلحظ توترا مستمرا في ليبيا، وبدرجة أقل تونس، ومن جهة أخرى نلمس نوعا من الاستقرار في باقي الدول"، يستطرد المصدر ذاته.
ويستدرك الباحث موضحا: "لكن هذا الهدوء أو الاستقرار لا يعني غياب التهديدات، فهي تبقي متواصلة ومستمرة".
ضحايا الإرهاب في المنطقة المغاربية
ضحايا الإرهاب في المنطقة المغاربية
وبخصوص حالة المغرب، يشير الكنبوري إلى "ارتفاع التهديدات الإرهابية في السنوات الأربع الأخيرة، بدليل أن مصالح الأمن تمكنت خلال هذه الفترة من تفكيك أزيد من 100 خلية نائمة بعدة مدن".
ويضيف: "أغلب التحقيقات الأمنية تؤكد فعلا مواصلة نشاط الجماعات المتطرفة اعتمادا على عمليات تجنيد كبرى تقوم بها انطلاقا من شبكات الإنترنت".
ويتحدث الخبير في الجماعات الإسلامية عن شكل آخر يواجه الحكومات المغاربية بخصوص عملية مواجهة الإرهاب، فيشير إلى "غياب التنسيق فيما بينها، وهو ما يشكل فجوة حقيقية في عملية التصدي للجماعات الإرهابية".
التنسيق والتحديات
أما الأستاذ الجامعي والخبير الأمني الجزائري، أحمد ميزاب، فيؤكد أن "غياب التنسيق بين الحكومات المغاربية أضحى يشكل واحدا من أكبر التحديات المفروضة في المنطقة المغاربية".
ويضيف ميزاب في تصريح لـ"أصوات مغاربية" أن "خطر الإرهاب في المنطقة يبقى قائما في المنطقة المغاربية بالنظر إلى استمرار بعض الأطراف في نشر أفكارها المتشددة".
أعلام البلدان المغاربية
اقرأ أيضا
الولايات المتحدة: البلدان المغاربية 'شريك' ضد الإرهاب
ويحذر المتحدث ذاته من "بعض المتطرفين العائدين من منطقة الشرق الأوسط"، مشيرا إلى أنهم "تركوا العمل المسلح ظاهريا، لكن قناعاتهم لم تتغير وهؤلاء يشكلون خلايا نائمة قد تغذي التطرف في أي وقت".
ويطالب ميزاب بـ"إعداد نظام أمني بشكل تنسيقي بين جميع البلدان المغاربية يمكن من التصدي للأفكار التي تغذي الإرهاب في المنطقة، قبل مواجهته ميدانيا وعسكريا".
المصدر: أصوات مغاربية ........والأعلامي