نواكشوط-(الإعلامي)-هناك معايير متعارف عليها في إدارة "صنع القرار" المركزي لأختيار الكفاءات والقيادات القادرة علي الإدارة والقدرة علي وضع روْية شاملة في استراتيجية تحديد الأهداف وتفعيل البرامج التنفيذية.
واهم شيء في "تفويض السلطة" ان يكون الشخص لدية صفة القيادة مع تهيئة مناخ يسوده التعاون بين جميع الاطراف. في اتخاذ القرارات المناسبة, والقدرة علي ادارة الأزمات ومواجهتها وإدارتها، وبهذا يخضع الاختيار في دولة "المخزن" وصناع قرارها ما بين اهل الخبرة وآهل الثقة وآهل الكفاءة وهو المفروض ان يكون المعيار الأساسي في "الإختيار" الأنسب.
فقيادة مؤسسات كبرى أو وزارات ليست بعطية او هدية بقدرما هي مسئولية جسيمة لا تمنح إلا لمن تتوفر فيه معايير الثقة والكفاءة والقرب من الناس والتواضع وحسن الأخلاق, وهذه الصفات لم تتوفر إلا في رجلين من رجال الرئيس ولد عبد العزيز الأكفاء وهما لعمري الأجدر بذلك/ الفريق محمد ولد الغزواني، والفريق/ محمد ولد مكت، رجلان عرفا بالصدق والإخلاص والقرب من الناس والتواضع, حتي اصبحا محل اجماع لدي الرأي العام الوطني.
وجدير بنا ان نرى أن من يحتل منصباً لا بد أن يكون كفؤاً له، سواء من ناحية خبراته العلمية أو العملية، فقط العمل الجيد والاجتهاد والخبرة اللازمة هم الديدن ومربط الفرس.
والمعيار الاهم في ذلك "الاختيار" هو "اهل الثقة" أو من يكون أهلا لـ"الأختيار" فعلينا ان نعلم ان الثقة في الأصل هو مصطلح سياسي معناه مجموعة من الذين يثق فيهم النظام ويعتبرهم عناصر موالية له، أما أهل الخبرة فهم من تعتمد عليهم "الأنظمة" لتراكمات حصيلة خبرتهم في العمل.
كما ان أهل الثقة هم من يلجأ لهم النظام في حالة حدوث اي غليان داخلي فيواجهوه بأساليبهم الخاصة التي تنطلق من معايير الاختصاص والحنكة المطلوبة.
وفي هذا الصدد يعتقد بعض المهتمين بشؤون الجهاز التنفيذي والسياسي في موريتانيا أن الرجلان هم ثقة الرئيس ولد عبد العزيز وسنده، وفي نفس المسافة منه فهم من يُسمح لهم بالوصول إلى ما يسمى المركز العصبي للدولة وهم من يطبخ القرارات المهمة، وبينما يوصف ولد حدمين بأنه علبة البريد فإن ساعي البريد الحقيقي في الحكومة هو الوزير الأول الحالي ولد البشير، لكن المفاجئة الحقيقية بالنسبة للبعض تكمن في درجة القرب الواضحة الآن بين الرئاسة والفريق محمد ولد مكت الذي بات يضطلع بمهام تتجاوز كونه مديرا للأمن، وعراب تنفيذي للانتخابات الأخيرة والصندوق الأسود لمرحلة ولد عبد العزيز، مما جعله يحظى باهتمام كبير لدى الرئيس، ليس بالثقة فقط بل وببطاقة مرور تسمح له باتخاذ قرارات مهمة بصورة ارتجالية ومباشرة، كونه برهن علي ثقله السياسي في ولاية لبراكنة, رغم وجود معارضة قوية ثابتة ومتمركزة في الولاية، حيث تمكن حينها حلف البشائر المحسوب على الفريق محمد ولد مكت من انتزاع الفوز بقسم حزب الاتحاد من أجل الجمهورية مقاطعة ألاك.
ومن المعروف ان عربون ولاء ثقة ولد عبد العزيز يدير بمهنية واحترافية عالية ملف الأمن الوطني الداخلي معيدا الثقة في الجهاز ومحاربا عصابات الجريمة المنظمة الداخلية منها وتلك العابرة للحدود وفاضحا دور من امتهنوا التكسب على حساب القضايا الوطنية العادلة، فكان أحد أهم أركان النظام الذين حولوا تعليماته ومقارباته الأمنية إلى واقع منجز.
غير أن الانشغال بملفات الأمن الشائكة لم تكن لتمنع رجلا وطنيا بحجمه من لعب أدوار وطنية مكملة لأدواره السابقة تتلخص في إبداء الرأي الثاقب في قضايا سياسية ذات بعد وطني وتلك مسألة يمليها الضمير ويفرضها استشعار المسؤولية، مما جعل الفريق/ محمد ولد مكت رجل دولة ومجتمع.
الأعلامي