كتب أحد الأخوة من بلدية الراضي تدوينة بائسة كل البؤس وتقلب الحقائق لكنها لاتعبرعن نفسه المريضة بالحقد والكراهية اتجاه أقرب المقربين له وهي مجموعة "اجمان"لا لشيء سوي أن فتية آمنو بربهم. وصالوأرحامهم في هذه القرية الوديعة التي بها مجموعة كبيرة من أبناء عمومتهم .أذكرالمدون الحاقد أنه دخيل علي مجموعة "أهل فال الكريمة" التي تجسدت فيها كل الخصايل الحميدة والقيم الرفيعة.وأذكره أنه من الأشرار الذين ورد فيهم الحديث الشريف.!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أنبئكم بشراركم؟!» قالوا: بلى يا رسول الله.. قال: إن شركم الذى ينزل وحده «أى الأنانى» ويجلد عبده ويمنع رفده «أى عطاءه» ثم أردف قائلاً: أفلا أنبئكم بشر من ذلك؟ قالوا: بلى إن شئت يا رسول الله. قال: «من يبغض الناس ويبغضونه». ثم أردف قائلاً: أفلا أنبئكم بشر من ذلك؟ قالوا: بلى إن شئت يا رسول الله. قال: «الذين لا يقيلون عثرة ولا يقبلون معذرة ولا يغتفرون ذنباً» أفلا أنبئكم بشر من ذلك؟ قالوا: بلى إن شئت يا رسول الله. قال: «من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره». هذا الحديث العظيم يعد من روائع النبوة رغم أنه يتحدث عن أهل الشر ومن هم أشر منهم.. إلا أنه يكاد يشرح الحالة الإنسانية والنفسية لفصيل من الأشرار تتفاوت درجاتهم فى الشر.. والرسول (صلى الله عليه وسلم) قد يتحدث عن الخير ليحث عليه ويرغب فيه ويؤز الناس عليه أزاً ويدفعهم إليه دفعا .
وكثيراً ما يتحدث عن الشر وأهله محذراً الناس منه ومنفرا عنه وداعيا إلى اجتنابه وتركه. وفى الحقيقة لم أجد أفضل من هذا الحديث فى التحذير من الشر والأشرار وبيان درجاتهم.نظرا لمعرفتي به وبنفسيته,المريضة ومدخله السيئ.. وكأن الحديث يشرح أعماق الشر والأشرار. وقد يتعجب القراء لماذا اخترت هذا الحديث بالذات دون غيره؟!.. لأننى كلما تأملته رأيت هذه الأنواع التى ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبحت فوق سطح المجتمع الموريتاني وخاصة المجتمع الذي عرف بالفضل والكرمي والجودي والبذل والعطاء.والسماحة والمسالمة, وليس فى قاعه.. وهى تجهر بآفاتها وأدوائها بعد أن كانت تستتر بها، فالأنانى الذى يدور حول ذاته ولا يحب إلا نفسه ولا يعبد إلا هواه وذاته تراه الآن فى كل مكان يبحث عن الفتن والعوامل التي تسببها , .
وبعضهم يراه محمدة لا مذمة فيه وشعاره «نفسى نفسى.. وذاتى ذاتى.. وأنا ومن بعدى الطوفان» أما الصنف الثانى الشرير الذى ذكره الرسول هو ذلك
الذى عبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: «الذى يمنع رفده» وهو الذى يمنع الخير عن الناس حتى وإن لم يضره العطاء. أما الأشر منه فهو من يبغض الناس فيقابل الناس بكراهيته وببغضاءه أخرى فمن أحب الناس أحبوه ومن أبغضهم أبغضوه ومن أقبل عليهم أقبلوا عليه ومن أعرض عنهم أعرضوا عنه، فالحب لا يكون أبداً من طرف واحد وكذلك الكراهية، فمن بذل الحب وجده حتى لو بذله لحيوان أو نبات، ألا ترى أن الأرض لا تعطى أسرارها وخيرها وثمراتها إلا لمن أحبها .كذلك. ثم تحدث الرسول صلى الله عليه وسلم عمن هو أشر من هؤلاء جميعاً فقال: «الذى لا يقيل عثرة ولا يقبل معذرة ولا يغتفر ذنباً».
آه.. يا سيدى يا رسول الله وكأنك تتحدث عن زماننا وبلادنا ودنيانا.. فما أكثر أولئك الذين لا يغفرون لإخوانهم أو بنى جلتهم .ذنبا ولا يتأسون يوما بالغفور الرحيم سبحانه الذى ينادى عبده المذنب: «عبدى لو أتيتنى بقراب الأرض خطايا ثم لقيتنى لا تشرك بى شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة» وكم من أناس بيننا الآن لا يقيلون عثرة الفارس إذا كبا أو السيف إذا نبا أو الصالح إذا أخطأ؟ فأين أولئك الذين يقيلون العثرات ويغتفرون الخطايا ويقبلون اعتذارالمعتذر؟ بل أين أصحاب الصفح الجميل أوالرغبة فى الصلح شره».. فشره كثيرواعتداءاته على الجميع متوالية فلا تمرساعة إلا وقد آذى العشرات أوالمئات بيده أو بلسانه أو بكلامه أوبتقاريره المزيفة أو.افتراءته فـ«خيره مدفون وشره معلن شاهد موصول».. صدقت يا سيدى يا رسول الله. فهل ننصرف عن الشروالأشرار ونحب الخيروالأخيار..!!الياس محمد