تشهد على بعد أشهر من تنظيم الانتخابات الرئاسية في موريتانيا يسود في الأوساط الحزبية المعارضة نقاش حول مسألة تقديم مرشح مشترك للمعارضة من أجل مواجهة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم.
وتعد هذه الانتخابات الرئاسية هي الأولى من نوعها بعد إقرار دستور 2017، الذي حدد ولاية الرئيس في ولايتين تمتد كل منهما لأربع سنوات غير قابلة للتمديد.
نقاش المرشح الموحد، يأتي في وقت أعلن فيه الرئيس محمد ولد عبد العزيز، عدم نيته الترشح في الانتخابات المقبلة، حيث قال إنه لن يترشح لعهدة رئاسية ثالثة لأنه "يحترم الدستور الموريتاني"، مضيفا أنه "يمكنه الترشح بعد ذلك، لأن الدستور لا يمنع ذلك".
وأعلن الرئيس السابق لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" محمد جميل ولد منصور في تدوينة نشرها عبر حسابه في فيسبوك، دعمه لفكرة اختيار مرشح موحد لأحزاب المعارضة في البلاد، وذلك من أجل "تقوية حظوظها في هذه الانتخابات".
وقال ولد منصور إن "الرأي السائد في أوساط عدة من المعارضة، وأنا من أصحابه بالمناسبة، هو أن تبحث المعارضة عن مرشح موحد يجمع صفوفها أو صفوف أغلبها ويقود النزال الانتخابي باسمها".
ويؤكد القيادي في المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة (معارض)، موسى فال، وجود نية لدى الأحزاب السياسية المعارضة تقديم مرشح واحد لمواجهة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية.
ويقول موسى فال في تصريح لـ"أصوات مغاربية" إن "هناك نية لدى هذه الأحزاب من أجل تقديم مرشح موحد"، مشيرا إلى أن "هذا الموضوع مطروح بشدة، ولا تزال الفكرة لم تتبلور بعد".
وكان حزب الاتحاد من أجل الجمهورية قد تصدر الانتخابات النيابية التي جرت في الأول من سبتمبر الماضي، إذ فاز بأكثرية 89 مقعداً من أصل 157 تتألف منها الجمعية الوطنية أي بفارق كبير عن المعارضة التي حصلت على 29 مقعداً، بينها 14 مقعداً من نصيب حزب "تواصل" الإسلامي.
ويتحدث موسى فال عن حظوظ المعارضة في حال توافقها على مرشح واحد خلال الانتخابات المقبلة، ويقول "إذا تم توفير ظروف لانتخابات شفافة ولم تتدخل الإدارة في العملية الانتخابية، يمكن أن تفوز المعارضة بهذه الانتخابات، وستكون نتائجها مقبولة بالنسبة لجميع الأطراف السياسية".
وينتقد المتحدث ذاته، الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، قائلا إن "إعلانه عدم الترشح يعود لكونه لا يستطيع الترشح كما أن هناك مطالب سياسية في موريتانيا نادت بعدم ترشحه، وسدت الباب أمام مأمورية ثالثة".
كما ينتقد القيادي في المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، الظروف التي مرت منها الانتخابات النيابية الأخيرة، مشددا على أنها "لم تكن انتخابات نزيهة لأنه المعارضة لم تساهم في التحضير لها، واللجنة الوطنية المستقلة كانت مكونة من طرف واحد فقط هو النظام".
ويتابع "عدم التوازن هذا انعكس على نتائج أحزاب المعارضة، التي كانت لها حظوظ في الظفر بهذه الانتخابات لولا تدخل النظام".
امعيبيس: المعارضة لن تجتمع
في المقابل، تهاجم القيادية في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، فاتو امعيبيس، أحزاب المعارضة بالقول "للأسف ليست لدينا معارضة بالمفهوم الصحيح في موريتانيا".
وتضيف امعيبيس في حديث لـ"أصوات مغاربية" قائلة "لدينا معارضة بالمزاج وهي مجموعة من الأشخاص تفتقد لامتيازات كانت تتمتع بها في الأنظمة السابقة، وتجتمع على المعارضة الشخصية لشخص الرئيس وتفترق في طرق البحث عن مصالحها الشخصية".
وتشدد المتحدثة ذاتها على أن "أحزاب المعارضة لا يمكن أن تجتمع على أحد رموزها لانعدام الثقة بين مكوناتها"، مضيفة أنها "عاجزة عن إقناع الشارع واستقطاب الجمهور".
وتستشهد امعيبيس على ذلك بنتائج الانتخابات الأخيرة، إذ تقول إنه "من خلال تحالفهم في الاستحقاقات النيابية الأخيرة ندرك دون عناء أنهم لا يستطيعون منافسة الحزب الحاكم".
وتدافع المتحدثة ذاتها عن خيارات محمد ولد عبد العزيز وحزب الاتحاد من أجل الجهورية بالقول إن "الرئيس صرح في أكثر من مرة أنه لن يكون عقبة في وجه الديمقراطية والتناوب السلمي على السلطة، ولكننا ابتلينا في هذا الوطن بمعارضة تشكك في كل شيء وتحاكم النوايا".