وزير الإعلام يحاول عبثا زرع خندق لصالحه بين الصحافة المستقلة

أربعاء, 02/01/2019 - 11:19

الكل يعرف ان الصحافة الموريتانية المستقلة عرفت العديد من محاولات تدجين سياسي مع الانظمة السابقة باءت كلها بالفشل.

 

بدء بخلق نظام "صحافة العسس الالكترونية" وانتهاء بنظام "هابا" وليست فترات ظهور الصحافة الملثمة ببعيدة عنا مع ظهور الصحافة المجندة  في فرسان "إكس ولد اكرك" فترة نظام ولد الطائع، الذي شكل وزراء إعلامه سيفا مسلطا على رقاب الاعلام حينها، مما اضطر الى فتح جبهات مضادة ضد النظام وظهر جيل من المدونين والصحفيين الأحرار ، انتهجوا سياسة حرية التعبير بالنأي عن "الباطل" والقرب الى "الحق" في حرية التعبير رغم انف وزراء الاعلام حينئذن.

 

واليوم تعود سياسة "سيف الإعلام" من جديد تدريجيا مع تعيين وزير الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان سيد محمد ولد محم، فمع ظهوره تم فصل صحفيين بارزين من "النظام الخصوصي" لأنهم بصراحة ليس مرغوبا فيهم لأسباب لا يسعنا الوقت لذكرها.

 

البارحة قام الوزير ولد محم بإعداد مأدبة عشاء ظاهرها رحمة و ثريد، وباطنها وعيد وتهديد، نظمه الوزير على شرف ثلة من الصحفيين تمحورت حول "الإعلام... وخطاب الكراهية والتمييز"، مما يوحى إلى ان الوزير يرمي الى شيء قادم لم يفصح عنه إلا من خلال التخندق وحيل المؤامرات.. الذي يرمز إليه..!!

 

فالصحافة الموريتانية اذا كانت جيلا من المنكوبين أنهكت الصحافة اجسامهم وانهش المجتمع لحومهم فإنهم في الاصل أجيال من الرواد العباقرة والكتاب وحملة الشهادات الذين صنعتهم البطالة على مر العصور فأصبحوا جنودا للكلمة الحرة في الذود عن الوطن والمواطن، وهم من قام بتهيب نفسه دون اي وصاية أو رقيب من أحد لعامل المواطنة وروح الثقافة والأدب والإسلام.

 

ولسنا بذلك بحاجة للريح لتعلمنا التذبذب و"الاقصاء" فتنفث بيننا يرقات الحقد والتفرقة، بوازع كلمة حق أريد بها باطل وهي "الاصلاح"، وكانها ليست ذات الوزيرة التي حدث فيها قضية المسيئ وتمزيق المصحف ورصاصة ابن الرئيس،، كل تلك الامور التي بقيت عالقة في عهده وعجز فيها عن تقديم حلول ساعتها ليعود الى براثينه من جديد..

 

فهذا الوزير المؤدلج فكريا بين اخوان الامس و اصدقاء اليوم، قد حاول عبثاً تأجيج صراع بين الصحافة لا بدأ اصلاح بها وذلك لتكريس عودة خندق الارتزاق بالارتماء بالصحافة في احضان السلط، على قرار ارتماءه بين "التيارات" وامراغه تزلفا في "المناهج" وصولا بغاياته الى التقرب من السلطان مها كلف ذلك من ثمن...

 

وقد لعب الوزير بذلك عدة أوجه، استطاع بها الولوج الى عهدة البرلمان ثم سدة الحزب الحاكم، ثم بلاط الوزارة.

 

ليس هذا فحسب فلم يكتفي الوزير من لعب سياسة قلب المجن التي اظهرها خطاب فخامته - تهكما- بسياسة المدح التي ظاهرها القدح من قبيل؛ (هو الذي يطعم .. ويؤمن من خوف)، و (إنك أنت العزيز الكريم) مدحٌ يراد به التهكم بمن كان يتعزز ويتكرم على الصحافة بحفل عشاء أعده من مطبخ السلطان لتكميم شفاه الاعلام و فتح باب التخندق معهم.. ولكن الامر مجسد في قوله تعالى (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ).

 

فهذا الباب الذي فتحه الوزير مع خاصة ضيقة من المتآمرين معه في هذا الحقل لا محالة سيوصد عليهم يوما وسيحشرون في زاوية الخندق الذي بنوه للمآمرات.. فيقزمهم التاريخ كما يلعنهم الناس.. ونحن من نسطر البداية ونروي النهايات..

 

لكن هذا الوزير الذي قد لا يتورع عن تحويل فكره في أي لحظة الى نهج جديد في سبيل تلميع شخصه لرئيس الجمهورية مهما كلفه الثمن فإن البعض يشفق عليه خوفا من انخراطه في تيار الجهاديين، أو "داعش" بعد نكث بيعته سابقا لتيار الاخوان المسلمين.

 

فطوبى للوزير فقد نال بخطبة صاحبة الجلالة ود السلطان، وقريبا سينال حب الخليفة لذي اصبح على صلة به.

 

الإعلامي