في موريتانيا ساسة نمور من ورق لا علاقة لهم بالوطن

أحد, 06/01/2019 - 11:28

منذ وصوله إلي السلطة حاول الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز خلق واجهة سياسية جديدة تكون من صناعته وعليها ماركته الخاصة به، حيث تكون مسلوبة الإرادة وعديمة الضمير، تسبح بحمده وتشكر نعمته التي انعم بها عليهم.

ومن امثال أولئك للحصر رئيس الحزب الحاكم ولد محم، و حفتر الساحل رئيس البرلمان ولد بايه، و الوزير ولد اجاي، والوزير السابق محمد الأمين ولد الشيخ, و الوزير المكلف بمهمة ولد حدمين، هؤلاء هم من حاول ولد عبد العزيز جعلهم سياسيين مرموقين لكنهم فشلوا لأنهم دخلاء علي المجتمع، فرضوا عليه بالقوة فلم يكونوا يوما على علاقة به، وعند عموم أبناء الشعب الموريتاني، الذي أصبح نافراً من كذبهم وفسادهم وفشلهم السِّياسي في كل مرة، لأنهم جسدوا معني الآية الكريمة، (أما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)، مما خلف لنا منهم من نمور ساسة من الورق لا علاقة لهم بالوطن.

وهنالك نخب لم أكن أتوقع أبداً أن يصل بهم الانحطاط والانحدار السّياسي والفكري والثقافي إلي هذا الحد وبعض رؤساء الأحزاب السّياسية، ومن يحسبون على جناح النخب التكنوقراطية المستقلة، التي تدعي في كل خرجاتها الإعلامية أو كتاباتها الفايسبوكية أو الصحفية، أنها تحترم قوانين الجمهورية، وتطبق بنود دستورها، إلى هذا المستوى،  فما إن  لاحت تباشير تعديل بعض بنود وفقرات الدستور خدمة لمشروع التمديد للرئيس ولد عبد العزيز، حتى نكس هؤلاء جميعهم على أعقابهم خاسئين، وراحوا يرجون بأن تعديله والتمديد بل وتأجيل الانتخابات، هو أحسن حل لموريتانيا في ظل تأزم الظروف السِّياسية والاقتصادية والمجتمعية التي تمر بها حالياً، ولا أعرف كيف لهؤلاء أن ينادوا بذلك، ويتفاخرون بجريمتهم الأخلاقية والقانونية تلك، ويطلبوا التمديد لرئيس -أصلا- منتهية مأموريته حسب الدستور، مع انه فشل فشلاً ذريعاً ولمدة 11 سنة، في تطبيق معظم وعوده الانتخابية، التي قطعها على نفسه، وعلى رأسها القضاء على مشاكل البطالة، والفقر والتي جعلت الشباب يفضل الموت في قوارب الموت من اجل الهجرة بين بوابة الأرض في الجحيم. او البقاء في بلد لا مستقبل لهم فيه، الخطر آت لا محالة وهذا لم يصْبُ له أبداً حساب عودة إلى تحالف عدَّة أجنحة داخل النظام ترفض استمراره في الحكم وبشدة، ويخاف من تكرار سيناريو تشاوشيسكو في رومانيا الاشتراكية، بعد أن ترشح رغم الكثير من ضباط المؤسسة العسكرية، وضدَّ إرادة شعبه، فكانت نهايته مأساوية بكل تأكيد.

الياس محمد