"وكالة الإعلامي" تدق ناقوس الخطر الذي يهدد الكثير من المواطنين دون أي تدخل من طرف الدولة في حماية مواطنيها من سموم الأدوية العشبية التي انتشرت عياداتها في كل شارع من العاصمة .
حيث انتشرت هذه الظاهرة الطب البديل في السنوات "الأدوية العشبية" بين اشخاص ليسو علي دراية كاملة بمخاطرها ومضاعفاتها علي الإنسان فبعض العلاجات التي يتم استخدامها بالطريقة الخاطئة تؤدي إلى إحداث آثار جانبية، .
فاطمة التي تعمل داخل أحد أسواق السبخة في بيع"الوجبات السريعة " يعرفها معظم زبائنها وفي يوم ما غابت عن عملها بعد أن شعرت ببعض الإعياء توجهت إلى المستشفى تطلب العلاج ففاجأتها فاتورة الكشف الطبي بملبغ خرافي، وقررت البحث عن العلاج البديل الأقل ثمناً وهي رحلتها صوب العلاج الشعبي علها تريح آلامها، ولكن أصبحت حالتها تسوء يوماً بعد يوم ولم تفلح تلك العلاجات وتدهورت حالتها الصحية وبعد إجراءات الفحوصات اتضح أنها كانت تعاني من بعض الأورام الخبيثة وتأخرت حالتها ولفظت أنفاسها بعد ان كان الطبيب يؤكد لها انها ستشفي بعد اسابيع .
قصة أخرى أكثر إيلاماً من سابقتها بائع الخضار بأحد أسواق العاصمة تعود الحضور للعمل مبكرًا ولكن فى ذلك اليوم لم يكن له أثر اتصالات عديدة فى هاتفه لمعرفة سبب غيابه فكانت المفأجاة بأنه تم نقله إلى المستشفى بعد إصابته بالإعياء الشديد ومن ثم توفي ليتضح لاحقاً بأن البائع كان يعاني من قرحة في المعدة أرهقته وكلفته مبالغ مالية كبيرة عجز عن تسديدها فذهب إلى أحد العشابين الذي ناوله فتيلاً به مادة الخل أو ما يعرف بملح الليمون، وكان ضحية لذلك العلاج الذي لم يتبع فيه الإجراءات الصحيحة.
أكثر من ضحية
وفي ذات السياق تحكي امرأة قصة وفاة شقيقتها بعد أن أرشدها أحد الذين يدعون الطب بأحد أطراف العاصمة بتناول اعشاب شديدة المرارة مؤكدا انه يريحها من آلام مستمرة .أحد العشابين اوصها بوصفة طبية لعلاج اللوز فكانت نتيجة ذلك وفاتها، وفي هذا الإطار فقد استمعنا إلى العديد من القصص المؤلمة بداعي تداوي مرضى بالأعشاب في الفترات الأخيرة بدلاً من علاجات الأطباء التي أصبحت تكلفتها باهظة الثمن بجانب ارتفاع الأدوية.
أسباب ورؤية
حول هذه القضية، يشير الدكتور والصيدلاني مصطفى بأن الأدوية البلدية باتت ثقافة متعلقة بالبيئة المحيطة حول الشخص نفسه فتجد أن هنالك مناطق لديها شيوخ لعلاج أهالي المنطقة، مشيراً إلى أن بعض العلاجات التي يتم استخدامها بالطريقة الخاطئة تؤدي إلى إحداث آثار جانبية، مشيراً إلى أن هنالك تخوفا كبيراً من بعض المواطنين الذين أضحوا مؤمنين بعدم علاج الأدوية التى يكتبها الطبيب أضف إلى ذلك تكلفتها الباهظة مقارنه بالبلدية، ويوضح أن هنالك أوهاماً يروج لها بائعو الأدوية العشوائية، وغير المسجلة بأن الأدوية العشبية تداوي الأمراض المزمنة .
العودة إلى الأطباء
وأضاف أن عدداً من المرضى بعد فشلهم وعدم الاستجابة بواسطة العلاج بالأعشاب يلجأون مرة أخرى إلى الطب الحديث والذي يحتاج إلى فترة زمنية طويلة للتداوي من آثار الأعشاب البلدية التي تعتبر ضارة بالصحة والذي أصبحت جميع الطبقات تعتمد عليه لرخص ثمنه مقارنه بالأدوية الحديثة.
ويضيف الدكتور مصطفى عبد اللطيف : هنالك بعض العلاجات تعتمد على ثقافة المنطقة والثقة الزائدة في الطب البلدي أكثر من المصنع، ونؤكد أنه لابد للمواطن أن يخضع للفحوصات لتحديد المرض الذي يعاني منه حتى لا يتسبب في زيادة الجرعة، وواضح بالشرح أن الدواء الكيميائي هو ذاته البلدي، ولكن بإضافة المواد الكيميائية الحافظة لفترة زمنية محددة وأن تناولها بطريقه عشوائية يتسبب في الوفاة، وقال إن هنالك عوامل نفسية من الآثار السلبية الأولية أثناء فترة العلاج الأمر الذي يجعله يلجأ إلى العلاج البلدي فمعظم المواطنين يعتمدون على الأدوية البلدية التي يتم بيعها بطريقه عشوائية بواسطة بعض العشابين في الأسواق المختلفة، وأشار إلى أنه لا يقوم ببيع مثل هذه الأدوية داخل الصيدلية، وقال إنها تعتبر مخالفة صريحة لوزارة الصحة، فهنالك تضارب مع الأمراض في استخدام الأدوية العشبية والتي قد تؤدي إلى الوفاة.
عيادة العشابين
ويوضح خبير الطب العشبي محمد سعيد، بأن اسباب زيادة مستخدمي الطب العشبي يعود إلى تطوره، ولأنه أكثر أمناً من الأدوية الكيميائية والتي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، وقد سبق الطب الحديث فمعظم هذه الأعشاب تأتي من خارج البلاد مثل مصر والأردن وبعضها من السودان، وأشار إلى أن هنالك مفاهيم خاطئة يقع فيها المرضى من خلال تناول تلك الأدوية، نافيًا أن تكون هنالك أعشاب تقوم بتخفيف الألم وأضاف بأن أكبر الصعوبات متمثلة في بعض العشابين العشوائيين وغير مسجلين لدى اتحاد العشابين وأن أبرز المرضى المترددين على عيادات العشابين هم الذين يعانون من أمراض البطن والمفاصل، وتختلف طرق استعمال الأدوية فهنالك أدوية يتم تناولها في شكل شراب وأخرى (سف) وبطريقة معينة، وطالب المرضى بتوخي الحذر من الباعة المتجولين في الأعشاب وليست لديهم دراية والتي يمكن أن تؤدي إلى أضرار أخرى بالمريض، مريضة أخرى باليرقان أحضر لها أحد أقربائها دواء بلدياً وطلب منها شرابه قبل وبعد تناول الوجبات اليومية ما أدى إلى تدهور صحتها ووفاتها.
ترخيص حكومي
وقال بأن تلك العيادات تعمل بطريقة غير قانونية، ولم يتم الترخيص لها من قبل وزارة الصحة وتمارس العلاج دون إذن وهي التي تقوم بترخيص هذه الأماكن واعتبر ذلك خطأ كبيراً ويعد مخالفة صريحة للقانون وأن وزارة الصحة غير معترفة بها، وقال إن مثل هذه العلاجات تحتاج إلى صورة علمية واضحة، نعم هنالك طب بديل ولكنه غير علمي وفق الشروط العلمية المعروف بها عالمياً، فمعظم تلك المحلات عشوائية وأن تصاديق المحليات تعد خطأ كبيراً وفي حالة حدوث أي أخطاء تتحمل المحلية مسؤوليتها وهنالك حملات متواصلة، وعزا اتجاه المرضى للطب البديل للجهل وكذلك ارتفاع الأدوية بصورة جنونية، وقال إن تلك الأدوية عبارة عن شراء للمرض والموت، وأوصى المواطنين بتجنب التداوي بالأعشاب، وأكد أن هنالك أطباء يرشدون المرضى للعلاج بالأعشاب وليس صحيحاً أن كل مرض يتم علاجه بالأعشاب