قصيدة كتبها، الشاعر الموريتاني الكبير الأستاذ/ أدي ولد آدبه، على إيقاع بحر "الربيع العربي"، الهادر بأمواج الشعوب المنتفضة ملء الميادين والشوارع، 2011، وقد ألبسها الشاعر ضميره بحال لسانه كما يقول هو بضمير الإنسان العربي الثائر، وتماهى أناي مع أناه، غير أني كنت أستشعر منذ اللحظة الأولى أن الثورة الشعبية لن تنجح، في المحيط الخارجي العام، مالم تنجح في العالم الداخلي الخصوصي للفرد، فخلصت من فورة الربيع العربي في الشوارع، خلال مستهل القصيدة، إلى ثورتي الذاتية، التي تستمد قوتها من أسلحتها القيمية المبدئية الداخلية، التي إذا دَجَّجَ بها كل فرد نفسه، سيصبح الشعب-حينها-قوة لا تقهر، ولعل عدم توفر ترسانة هذا التسلح الروحي في عموم الشوارع الثائرة، هي التي جعلت مآلات ذلك "الربيع العربي" الفاشلة، لا تناسب منطلقاته العادلة:
انتهى الاستشهاد أدي ولد آدبه من صفحته الشخصية على فيسبوك
والقصيدة هي:
الأرْضُ.. ترْجفُ..
تحْتَ أقدام الطواغيتِ..
السّمَا غَضْبَى.. الأعاصِيرُ..
الجماهيرُ.. الحشود.. الثوْرَةُ الكُبْرَى..
على الأصْنامِ.. والأنْصابِ..
والأزْلامِ
************
أنا طائرُ "الفينيقِ"..
أُبْعَثُ مِنْ رَمَادي هكذا..
أنا ماردٌ..
أبْطلتُ طلسَمَ قمْقمي..
أنا قادِمٌ..
إنِّي " سُليْمَانُ " الزَّمَانِ..
مُسَلّحٌ بالعِلْم والإعْلام
************
قدْ جئتُ أنْسخُ "آيةَ الكُرْسِيِّ"..
في شرْع الطغاةِ.. الخالِدينَ..
بـ"سُورةِ الناسِ" الأُباةِ.. الرافِضينَ..
"مُؤبَّدَ الأحْكام"
************
"ارْحَلْ"..
أنا الشعْبُ المُدَجَّجُ بالرُّؤى..
"ارْحَلْ".. نَشِيدي..
وَحَّدَ الأوْطانَ..
ألْغَى زُورَ هاتِيكَ الحُدُودِ..
العُرْبُ تَهْتِفُ كُلُّها-مِلْءَ الشوارع-:
أيّها الجَبَّارُ.. "ارْحَلْ"
بَطشُكَ الدَّامي..
بلا جَدْوَى..
جِدَارُ الرُّعْبِ.. قدْ أهْوَى..
لَدُنْ هَبَّتْ عَواصِفُ
ثوْرَتي.. بسَلام
************
أنا لسْتُ أمْلكُ مِنْ سِلاح..
غيْر مُسْكةِ كبْريا..
تأْبَى الحَياةَ.. بلا حَيَا..
أُفٍّ عَلى خُبْزٍ.. بلا عِزٍ..
على وَطنٍ.. بلا سَكَنٍ..
على عِلْمٍ.. بلا طعْمٍ..
على حُكْمٍ.. بلا عِلْمٍ..
أنَا حُرٌّ..
أواجهُ مَنْ يُهينُ ِمَقامي
************
أنا لسْتُ أمْلكُ مِنْ سِلاح..
غير صَدْري.. عاريًا..
خَبَّئتُ فِيهِ القلبَ.. قنْبُلةً..
مُعَبَّأةً.. بنبْض الحُبِّ..
والأحْلامِ.. والآلامِ
***********
أنا لسْتُ أمْلكُ مِنْ سِلاح..
غير جَبْهَةِ ثائِرٍ..
تَهْوَى الشّمُوخَ..
بوَجْهِ كلِّ مُكابرٍ..
ومُتاجرٍ..
بالزيْفِ.. والأوْهامِ
*********
أنا لسْتُ أمْلكُ مِنْ سِلاح..
غير صوْتٍ.. لا يُباعُ..
ولا يُحاكِي البَبَّغا..
بالحق يَصْدَعُ.. لا يُراعُ..
يُعَطِّرُ الآفاقَ.. بالأنْغامِ
**********
أنا لسْتُ أمْلكُ مِنْ سِلاح..
غيْر عَيْنيْ شاعِرٍ..
تسْتشرفان.. غدًا جَميلا..
في دُجَى قبْح الظلام الطامي
***********
أنا لسْتُ أمْلكُ مِنْ سِلاح..
غيْر هاتيْن اليديْن..
لغيْر رَبِّي.. لمْ تُمَدَّا
تُتْقِنانِ.. إشارَة َالنصْرِ..
التحَدِّي..
تَصْنعانِ السِّحْرَ..
بالأزْرارِ.. والأقلام ِ
**********
أنا لسْتُ أمْلكُ مِنْ سِلاحٍ..
غيْر عَقْلٍ..
خبَّأ الأعْصَارَ..
والأقْطارَ..
والأفْكارَ..
تحْتَ الزرِّ..
إنِّي سَيِّدُ الثوْراتِ..
رَبُّ السِّلْم..
فالحُكَّامُ - منذ الآنَ-
طوْعَ زمامي