تقرير..وكالة الإعلامي- لم يبتسم أحمد طوال سبع سنين بعد أن تقاعد والده عن العمل واصيبت والدته بالشلل النصفي وتوفي اخوه الأكبر في حادث سير سجل علي مجهول .شعر احمد أنه عليه تحمل المسؤلية من اجل توفير لقمة العيش لوا لديه وأخوته الصغار.لكن أين عمل سيجني منه لقمة عيش اسرته الفقيرة .اثناء تفكيره خطرت عليه فكرة الد خول في المقبرة التي تقع بجنب بيت اسرته المتواضع.بعد أن انهي الطفل احمد الحمادي الجبات المدرسية، توجّه إلى المقبرة ليبدأ رش القبور بالماء، أملا في أن يحصل من أقرباء الموتى على مقابل مادي يعيل به اسرته..
ويدور الطفل احمد (13 عاما)، حافي القدمين بين القبور لساعات، ويسير فوق الأحجار وقطع الأسمنت، وهو يحمل دلوا كبيرا من الماء، لينظف الأضرحة ويسقي أيضا العشب والأشجار.
واضطرّ أحمد للعمل في المقبرة بعدما خسر والده وظيفته وانقطع دخله الشهري بسبب سوءالأدارة والأوضاع المعيشية ..
وقال الطفل لوكالة الإعلامي"ألعب (في المقبرة)مع اختي إلا في حال وجود عمل وأموات، فنأخذ الماء لقبورهم"، مضيفا "ننتظر ان تأتي جنازة لنشتغل".
وأحمد واحد من ملايين الأطفال والمدنيين الذين يعانون من التهميش والحرمان في زمن نظام يدعي ان ريئسه هو ريئس الفقراء ..
- من الصباح للمساء-
وبعدما تعرّض والد جعفر (15 عاما) إلى جلطة أوقفته عن العمل، اضطرّ هذا الفتى للعمل في المقابر أيضا بعد انتهاء ساعات الدراسة من أجل مساعدة أمه، التي تعمل في مجال الخياطة، على شراء الاحتياجات اليومية.
وكما هو الحال بالنسبة إلى أحمد، يدور جعفر بين القبور، يرش الماء عليها، ويسقي النباتات التي يتركها الأقرباء خلفهم.
ويبدأ نهار الفتى النحيل باكرا في الصبح، ولا ينتهي إلا عند حلول المساء.
ويقول جعفر "استيقظ في الصباح وأذهب للمدرسة عند الساعة الثامنة وحتى الساعة الحادية عشرة ونصف حين تنتهي فترة الدراسة
وبعد تناول طعام الغداء في منزل جدّه، يتوجّه إلى المقبرة.
ويوضح "إذا وجدت قبرا بحاجة إلى ماء أقوم برشه، واليوم التالي نفس الشيء، وهكذا طوال الأسبوع إلى يوم الخميس". أمّا الجمعة، حين تزدحم المقبرة بالزائرين، يدور بين القبور لبيع الماء.
ويحلم جعفر الذي يهوى كرة القدم ويشجّع فريق ريال مدريد الاسباني، أن يصبح طبيبا، مؤكّدا "من منا لا يحب المدرسة".
..تحقيق وكالة الإعلامي..