3 عسكريين بقبعات سياسية في البلدان المغاربية.. هي مجرد صدفة؟ أم أمر دبر بليل..

أربعاء, 10/04/2019 - 14:33

 

 

طغت على مجريات الأحداث في المشهد السياسي المغاربي ثلاث شخصيات عسكرية، باتت تصنع الحدث خلال الآونة الأخيرة.

ففي ليبيا برز، مجدّدا، المشير خليفة حفتر قائد ما يسمى "الجيش الوطني الليبي" بعد إعلانه عملية عسكرية تهدف إلى ما دعاه "تحرير طرابلس من الميليشيات المسلحة والإرهابيين"، بعدما سيطر على شرق البلاد وجنوبها.

في الجزائر، برز إلى الواجهة اسم قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح في خضم حراك شعبي طالب بإسقاط النظام، ولعب صالح دورا في رحيل الرئيس بوتفليقة عن الحكم بعدما أعلن "تبنّيه" لمطالب الجماهير. وقال في خطاب إنه "ستتم الاستجابة لها

أما في موريتانيا البلد المغاربي الهادئ فبزغ نجم وزير الدفاع الموريتاني محمد ولد الشيخ محمد أحمد المكنى "ولد الغزواني"، الذي ترشّح للانتخابات الرئاسية لخلافة صديقه الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز، ما جعل المعارضة الموريتانية تطلق عليه لقب "الخليفة المعيّن".

ما خلفيات هذا الصعود للعسكريين الثلاثة؟ في وقت يعبر نشطاء سياسيون عن مخاوف من عودة الأنظمة العسكرية من جديد.

يقول البعض ، إن الشعوب المغاربية "لم تتخلص بعد من ثقافة عسكرية متجذرة مفادها أننا لسنا جاهزين بعد للديمقراطية ولا نستمع إلا للعين الحمراء".

ويري البعض الأخرأن ما يحدث في المشهد السياسي المغاربي "مُؤامرة أو ترتيبا"، وأوضح بأن الأمر يتعلّق بخصوصية كل بلد واختلاف سيرورة الأحداث وطبيعة الظروف الداخلية.

فعن الحالة الليبية، يقول إن حفتر "مُسيّر من قوى إقليمية وعربية لخدمة أجنداتها"، واستبعد أن ينجح في مساعيه "سواء ما تعلّق بخدمة الأجندة أو بأطماعه الشخصية".

وبخصوص الجزائر وصف قايد صالح بـ"الشيخ"، يقول إن سنّه لن يسمح له بتطبيق نموذج السيسي، وأضاف: "الجزائريون عانقوا الحرية ولن يتوقّفوا إلا بإجراء انتخابات حقيقية".

أما موريتانيا، فذكر بأن ما يجري هو "تطبيق نظرية بوتين-ميدفيديف" الروسية، حيث "يتداول الرئيس ولد عبد العزيز ووزير الدفاع على السلطة لحماية مصالحهما"، وتساءل في الختام "هل هي فكرة ولد عبد العزيز أم إن للمخابرات الفرنسية دورا في هذا للمحافظة على نفوذها في موريتانيا؟"

ويري محللون سياسيون ، أن ما يجري في المنطقة مرتبط بخصوصية كل بلد "ففي موريتانيا سيؤول الأمر إلى ولد الغزواني ويبقى الحكم مزاوجة بين المدني والعسكري".

الفريق ولد الغزواني يسارا وإلى جانبه الرئيس محمد ولد عبد العزيز

أما في الجزائر فلن يصعد العسكر إلى الحكم، بحسب محدثنا، بعدما كانوا يحكمون من خلف ستار "لكن لن يسمح الحراك التحرري بذلك هذه المرة، فيما تبقى ليبيا مهدّدة بعودة فترة القذافي حال نجح حفتر".

وبأن نجاح الحراك والانتقال الديمقراطي في الجزائر "لن يكون له تأثير على المغرب العربي فحسب، بل سيمتد الأمر إلى العالم العربي وإلى القارّة الأفريقية، لأن الجزائر هي قلب المغرب العربي والدولة الكبرى والثقيلة أفريقيا وعربيا".

في الحالة الجزائرية، يقول إن الجيش "ملتزم إلى حدّ اللحظة بالدستور ومصمّم على ذلك، لأنه يعلم بأن الخروج عن الدستور سيعيد البلد إلى العشرية السوداء وهذا ما لن يسمح به الشعب والجيش".

المصدر: أصوات مغاربية