بدأ مسلسل العاصوف في جزئه الثاني امس الإثنين، عرض تفاصيل حادثة اقتحام الحرم المكي الشهيرة التي جرت قبل نحو أربعة عقود، من خلال مشاهد تحبس الأنفاس لأبطال المسلسل وهم مسلحون عند الكعبة المشرفة وبين مئات المصلين.
وحظيت الحلقة رقم 15 التي بثتها قناة ”إم بي سي“ مساء اليوم، بمتابعة كبيرة انعكست في النقاشات الواسعة التي شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة، عقب انتهاء الحلقة وسط تباين في الآراء والتعليقات.
وأظهرت الحلقة المراحل الأولى للحادثة فقط، حيث تبدأ جماعة جهيمان العتيبي، الذي قاد المجموعة يومها، بتوزيع الأسلحة وإعلان ظهور ”المهدي المنتظر“، بينما تستعد الجهات الأمنية للسيطرة على الوضع المتفاقم.
وسيستمر المسلسل في الحلقات القادمة بعرض باقي تسلسل تفاصيل حادثة الاقتحام، ليكون بذلك أول دراما سعودية تروي لجيل كبير من السعوديين الذين لم يعايشوا القصة، ما حدث يومها وسط ترقب من كل دول العالم.
واستبق بطل المسلسل، الفنان السعودي ناصر القصبي، بث الحلقة 15، وأشار لكونها ستتضمن عرض حادثة الاقتحام، وهو ما جذب مشاهدين جددًا للدراما السعودية الأكثر متابعةً في رمضان.
وأشاد كثير من السعوديين الذين شاهدو الحلقة، بأداء ممثليها وطريقة سرد الحدث بشكل درامي مقنع، وراح آخرون يتحدثون عن تفاصيل الاقتحام من عدة مصادر تاريخية، واختار فريق ثالث نشر مقاطع فيديو وصور وتسجيلات صوتية توثق جوانب حقيقية من تلك الحادثة والمشاركين فيها.
ونجحت السلطات السعودية في السيطرة على الوضع في الحرم، الذي احتجز فيه آلاف المصلين، بعد نحو أسبوعين، لتنتهي تلك الحادثة بمقتل غالبية المهاجمين والقبض على الباقين منهم، ثم إعدامهم، بجانب سقوط قتلى ومصابين في صفوف رجال الأمن والمصلين.
ومسلسل ”العاصوف“ مأخوذ عن رواية الكاتب السعودي الراحل عبدالرحمن الوايلي (بيوت من تراب)، ومن إخراج السوري المثنى صبح، ومشاركة كوكبة من نجوم الفن السعودي، مثل عبدالله السناني وحبيب الحبيب.
ويتحدث المسلسل عن حقبة مفصلية في تاريخ السعودية، وهي حقبة السبعينيات التي ظهر في نهايتها نشاط لافت للتيار الديني فيما يُعرف بـ“الصحوة الدينية“ التي فرضت سطوة لرجال الدين على الحياة الاجتماعية في البلاد