يقال أنه في احد الازمان وهب الله الفلاح الفقير حمدان نعمة معرفة اسرار كلام الحيوان وكان حمدان عازم علي شراء حمار، وتذكر ان الجار ينوي بيع الحمار، وذهب اليه ليشتريه حتي اصبح يملك ثوراً وحماراً وبينما هو ذاهب ذات يوم ليضع الطعام والشراب للثور والحراب سمع صوت الثور يتحدث الي الحمار قائلا : كل يوم نراك في هذا المكان نظيفاً انيقاً تأكل من الشعير اطناناً وتظل تلهو وتلعب دون ان يذوق ظهرك طعم العصا او الكرباج، واذا ركبك صاحبك فلا يكون الا لمشوار قصير، فهنيئا لك علي الحظ الجميل، اما انا واحسرتاه، علي حظي المرير فأكاد اموت من التعب مثلك تماماً تكاد تموت من الراحة .
اخذ ينظر اليه الحمار ويضحك بينما الثور يكمل حديثه في مراره واسي : كل يوم اذهب الي الحقل لكي أحرث الأرض.. ويضعون في رقبتي الحبال وأظل أشد الأحمال.. وتتعثر أقدامي في الأوحال.. فلا أجد غير العصا والضرب.. فأشد من جديد المحراث حتى تودع الشمس حقل السيد حمدان .. ويعود الثور الغلبان تعبان هلكان.. فيلاقي الحمار مستحم بالماء وشبعان.. ويظل يشرب رغم أن أنا العطشان.. كف الحمار عن الضحك وهمس في أذن الثور قائلا.. بعد أن تأثر من الكلام.. – سوف أدلك يا صديقي الثور على فعل خطير وهام.. لو فعلته سوف ترتاح ولا تعمل ولا تتعب وتصبح مثلي تأكل الشعير.. كل يوم أكواما وأكواما.. رد عليه الثور بلهفه.. – يا سلام يا صديقي الحمار.. أنت حيوان مخلص وهمام.. رد الحمار قائلا: = اسکت ولا تثرثر بالكلام.. عليك في الصباح حينما يضعوا في رقبتك الحبال واللجام فأرقد علي الارض واغمض عينيك واخرج من فمك اللسان، واذا ضربوك تجلد واستمر في الحيلة حتي يظنوا انك مريض وصحتك عليلة واذا نهضت بعد مرور بعض الوقت تعثر في الخطوات وارقد ثانية بلا حرام حتي يحتاروا في أمرك ويأمر الطبيب لك بالراحة والكسل وتهنأ مثلي في العسل وكلما وضعو لك بعض الاعلاف او البرسيم فلا تقربها حتي يأتوا لك بالفول السمين ويظنون انك ضعيف ومسكين واستمر علي هذه الحال دون تغيير أو إبدال يوماً او يومين .
ضحك الثور وقال : بل قل شهراً او شهرين، ثم اكمل الحمار :وبهذا تكون قد تخلصت من عناء العمل والجهد الشاق.. لتنعم معي في هذا الكسل.. وتعالت ضحكات الحمار والثور وكانا لا يعلمان بأن السيد حمدان قد سمع كل الكلام.. وعرف سر الحيلة وأخذ يفكر في طريقة بديلة.. تكشف هذا الأمر وتعطى للصديقين درسا مفي