ألقى رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني أول خطاب له بعد أدائه اليمين الدستورية رئيسا للجمهورية الإسلامية الموريتانية.
وفيما يلي نص هذا الخطاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على النبي الكريم
فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز
أصحاب الفخامة رؤساء الدول والحكومات
معالي الوزير الأول
أصحاب المعالي والسمو رؤساء الوفود المشاركة
السيد رئيس الجمعية الوطنية
السيد رئيس المجلس الدستوري
السيدات والسادة أعضاء مكتب الجمعية الوطنية
السيدات والسادة الوزراء
السيدات والسادة أعضاء المجلس الدستوري
السيدات والسادة رؤساء وأعضاء الهيئات الدستورية
السيدات والسادة المنتخبون
السيدات والسفراء السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية
السيدات والسادة ممثلو المنظمات الدولية والإقليمية
السيدات والسادة المدعوون الكرام
مواطني الأعزاء … أيها الشعب الكريم
أود بداية أن أعرب لضيوفنا الكرام عن عظيم الامتنان والتقدير لحضورهم هذه اللحظة الهامة في تاريخنا، وأن أؤكد لهم باسم الشعب الموريتاني وباسمي الخاص تشرفنا بهذا الحضور الذي يعطي أصدق دليل على متانة وعمق العلاقات التي تربط بلادنا ببلدانهم الشقيقة وهيئاتهم الصديقة، كما ألتمس من الجميع العذر في أن أعبر في هذا المقام عن مدى فخري واعتزازي بالانتماء لهذا الشعب الأبي الذي سطر عبر الانتخابات الرئاسية الأخيرة ملحمة ديمقراطية جديدة أكدت على نضج وقوة المنظومة السياسية الوطنية .
لقد كانت هذه الانتخابات ذات دلالة خاصة بالنسبة للشعب والوطن؛ فلأول مرة يتم تداول سلمي على السلطة بين رئيسين منتخبين تكريسا لمبادئ الدستور واحتراما لدور الإرادة الشعبية في تحديد آليات ممارسة الحكم، إنما تميزت به هذه الانتخابات من اهتمام شعبي تجسد في نسبة المشاركة العالية ومن دقة في التنظيم وشفافية في الإجراءات وما اتسمت به من أجواء احتفالية ومن تكريس لثقافة التعددية وقبول الرأي الآخر كلها عوامل يجب أن تشكل مبعث فخر للأمة الموريتانية ومصدر اعتزاز لديمقراطيتنا التي تزداد تجذرا يوما بعد يوم.
وبناء على ذلك فإنني أتوجه بالتحية إلى كافة شعبنا على ما أظهر من نضج سياسي وعلى المستويات الراقية من السلوك المدني التي تحلى بها خلال مختلف مراحل المسلسل الانتخابي، وفي هذا المقام أتوجه بشكر خاص إلى الغالبية من الشعب التي التفت حول المشروع السياسي الذي تقدمت به إلى الانتخابات في هبة وإجماع منقطعي النظير تجسدا في العدد الكبير من الأحزاب والكتل السياسية والمبادرات الجماعية والفردية التي تبنته كخيار انتخابي، كما أشكر مواطني الأعزاء الذين صوتوا لخيارات أخرى وأعبر لهم عن احترامي لتلك الخيارات وعن فهمي لدلالتها، إلا أنني أؤكد للجميع أن الفائز الأول في هذه الانتخابات هو الشعب الموريتاني وديمقراطيته.
كما أن السياق التاريخي لهذه اللحظة يستوجب مني أن أسجل نيابة عن الشعب الموريتاني وأصالة عن نفسي شهادة للتاريخ في حق أخي وصديقي فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي ستحفظ له الذاكرة الجمعية الوطنية ما حقق للبلاد من إنجازات تنموية شاهدة ومن مكاسب سياسية وديمقراطية رائدة؛ فقد شكلت بحق فترة قيادته لبلدنا نقلة نوعية في معركة النماء والاستقرار بالنظر إلى ما حقق فيها من إنجازات بنيوية عملاقة وما اختتمها به من احترام للدستور وعبور بوطننا الغالي إلى بر الأمان، فله منا جميعا التهنئة الخالصة والشكر المستحق.
ولا يفوتني كذلك أن أتوجه بالشكر والتحية إلى كافة الطيف السياسي الوطني على مشاركته الفاعلة في هذه الانتخابات وأخص بالشكر المترشحين لها لما تقدموا به من برامج سياسية نوعت الخيارات المتاحة للمواطن ولما بذلوا من جهود متميزة في سبيل أن تسير العملية الانتخابية وفقا للمساطر الإجرائية المعمول بها.
فخامة الأخ الرئيس
أصحاب الفخامة
أصحاب المعالي والسمو
السيدات والسادة المدعوون الكرام
مواطني الأعزاء … أيها الشعب الكريم
من هذا المقام الذي أتولى فيه رئاسة الجمهورية أستشعر أحاسيس ومشاعر أبناء وطني جميعا، وهو ما يجعلني أدرك ثقل هذه المسؤولية وأقدرها حق التقدير، إنها مسؤولية بحجم الآمال والطموحات لكل فرد من هذا الشعب العزيز في الظفر بأسباب العيش الكريم والاطمئنان على حاضره ومسقبله، إنها مسؤولية بقدر واجبنا تجاه أجيالنا القادمة بتوريثها وطنا يحقق لها شروط الأمن والسعادة ويذكي فيها بواعث الفخر بالانتماء إليه، إنها مسؤولية بمستوى المكانة التي نتطلع إلى أن يحتلها بلدنا وشعبنا حاضرا ومستقبلا بين بلدان وشعوب العالم.
إن التفويض الذي منحنيه الموطنون لتسيير شؤون البلاد في المرحلة القادمة شرف عظيم لا يضاهيه سوى رغبتي الصادقة في العمل على بناء دولة قوية ومتطورة ينعم كافة أبنائها دون تمييز بأعلى مستويات الأمن والرفاهية والرخاء، ومن هذا الموقع فإني سأكون رئيسا لجميع الموريتانيين مهما اختلفت انتماءاتهم السياسية أو خياراتهم الانتخابية، وسيكون هدفي الأوحد والأسمى خدمتهم جميعا والعمل الجاد على تحقيق آمالهم جميعا.
وسعيا لبلوغ هذا الهدف فقد تقدمت إلى الشعب بمشروع للدولة والمجتمع سيمكننا بحول الله من العبور بالبلاد إلى واقع أفضل خلال السنوات الخمس القادمة، ذلك المشروع الذي يترجم رؤية منهجية تراعي معايير الشمولية والطموح والواقعية في آن معا، وتؤسس لمستقبل واعد عبر التركيز على معالجة مكامن الخلل ومواطن النقص واجتثاث الفوارق والقضاء على مظاهر التخلف.
وتطبيقا لهذا المشروع فإنني بإذن الله سأعمل دون كلل على تعزيز مرتكزات الدولة وإطلاق نهضة تنموية شاملة وسريعة المفعول تراعي الأولويات الاجتماعية والاقتصادية، كما سأسعى إلى تطوير آليات الحكامة وتسيير الشأن العام؛ ففيما يتعلق بمرتكزات الدولة فإنني أجدد الالتزام لشعبنا الكريم بحماية الوطن وصون الوحدة الوطنية والذود عن ديننا الإسلامي الحنيف الذي يشكل العروة الوثقى الضامن لتلك الوحدة، وكذلك بإشاعة العدل بين المواطنين، وضمانا لسلامة حوزتنا الترابية وطمأنينة مواطنينا وأمنهم سأواصل مجهود رفع الكفاءة المهنية لأفراد قواتنا المسلحة وقوات أمننا وتكييف وسائلها ومصادرها البشرية مع المهام المنوطة بها.
وسيكون العمل على تعزيز الوحدة الوطنية وتقوية اللحمة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين في مقدمة اهتماماتي، حيث سأعمل بحزم على تعزيز الشعور بوحدة الانتماء والمصير، مع التركيز على تثمين المشترك وتقوية المواطنة كمعيار أوحد للتعاطي بين الدولة والمواطنين، ولنا في ماضينا وحاضرنا من الأدوات ما يجعل تعزيز وتوثيق وحدتنا الوطنية مسألة فوق كل الشكوك والمخاوف، وليس أقل تلك الأدوات ما نسجه ديننا الإسلامي الحنيف من وشائج الدم والعلاقات الاجتماعية والثقافية بين مكونات مجتمعنا عبر قرون من العيش المشترك، تلكم الوشائج والعلاقات التي أنتجت شعبا يثير الفخر بتنوعه واندماجه ونظامه التكافلي ومنظومته القيمية وحضارته التي قاومت بشموخ عوامل الاندثار ومحاولات التغريب.
كما سأسهر من جهة أخرى على أن تتمتع منظومتنا العدلية بكافة مقومات الاستقلال الفعلي وعلى تقريب خدماتها من المواطنين جغرافيا وإجرائيا، وسألتزم برفدها بكافة الموارد البشرية والوسائل المادية الضرورية لتصل إلى أعلى مستويات المهنية والشفافية وتكسب ثقة المتقاضين.
فخامة الأخ الرئيس
أصحاب الفخامة
أصحاب المعالي والسمو
السيدات والسادة المدعوون الكرام
مواطني الأعزاء … أيها الشعب الكريم
إن النهضة التنموية التي سنشرع في إطلاقها تهدف بالأساس إلى إحداث تأثير إيجابي مباشر وسريع على حياة المواطن الموريتاني حيثما كان ضمن رؤية ثنائية الأبعاد تتوخى تخفيف وطأة الحاضر وتحسين المستقبل، وفي هذا الإطار ولأن المساواة بين المواطنين وتكافؤ الفرص أمامهم يشكل أولوية مطلقة بالنسبة لي فسأعمل بقوة وحزم من أجل القضاء على جميع مظاهر الغبن والحيف أيا كان مصدرها وأيا تكن طبيعتها، وسأولي عناية قصوى للفئات الهشة وتلك التي عانت تاريخيا من أي من أشكال التهميش عبر برامج قوية وتدخلات موجهة تمكنها من التخلص من جميع آثار التخلف والالتحاق بباقي مكونات المجتمع.
ولأن البطالة تعطيل للطاقات ومبعث لليأس ومكمن للمخاطر فسيكون التشغيل محورا بارزا ومكونا في كل استراتيجيات التدخل الحكومي، وسأسعى بعون الله إلى خلق عشرات الآلاف من فرص العمل لصالح كافة فئات شبابنا الذي يعاني البطالة سواء في ذلك ذوي الشهادات أو الذين لم يساعدهم الحظ أو الظروف على التقدم في مراحل التعليم.
ولقناعة راسخة أن التعليم هو الوسيلة الوحيدة لضمان الرقي الاجتماعي والرفاه الاقتصادي للأفراد والمجتمعات؛ فإن جل اهتمامي سينصب على إيجاد حلول جذرية للمشاكل البنيوية التي يعاني منها القطاع، وعلى هذا الأساس سأشرع دون تأخير في العمل على إعادة تأسيس منظومتنا التربوية سعيا إلى الوصول إلى المدرسة الجمهورية التي تشكل بوتقة لانصهار واندماج الأجيال وإطارا لتحصين الشباب وتكوين كفاءات مفعمة بالمواطنة ومسلحة بالمعارف والمهارات الضرورية لترقية الدولة والمجتمع، كما سأسعى بشكل خاص إلى رفع مهنية التعليم التخصصي وتحقيق مواءمته الفعلية مع متطلبات سوق العمل والتركيز على التكوين في المجالات المرتبطة بالقطاعات الاقتصادية الواعدة.
ومن جانب آخر يهمني التأكيد لمواطني الأعزاء أن ضمان نفاذهم إلى الخدمات الأساسية يشكل هاجسا قويا وأولوية مطلقة بالنسبة لي، والهدف الذي سأسعى بتفان للوصول إليه في هذا المجال هو تعميم خدمات الماء والصحة والغذاء حتى يتمكن كل مواطن من الولوج اللائق إلى هذه الخدمات دون عناء، وسعيا لذلك سأكثف الاستثمار في شبكات المياه وفي المنظومة الصحية بشقيها القاعدي والاستشفائي وكذلك في برامج الأمن الغذائي حتى تغطي هذه الخدمات الوسطين الريفي والحضري بشكل يتناسب تطلعات واحتياجات المواطن.
فخامة الأخ الرئيس
أصحاب الفخامة
أصحاب المعالي والسمو
السيدات والسادة المدعوون الكرام
مواطني الأعزاء … أيها الشعب الكريم
تحتل التنمية الثقافية والاجتماعية مكانة متميزة في طليعة اهتماماتي وذلك لقناعتي التامة بضرورة العمل على خلق نمو متسق الجوانب المادية والإنسانية والثقافية من حياة المجتمع وسيشمل اهتمامي في هذا المجال العمل على تمكين فئات المجتمع وخلق أطر مناسبة لتطوير الأنشطة الاجتماعية والترفيهية إضافة إلى ترقية وتثمين الثقافة والفنون وتطوير مختلف أساليب التعبير الثقافي والفني.
وسأعمل على تمكين المرأة لوعيي التام بضرورة مشاركتها الكاملة في الحياة العامة وحصولها على كافة حقوقها خصوصا في مجالات التعليم والصحة والنفاذ إلى مصادر الإنتاج، كما سأسعى إلى تعزيز مشاركتها في تسيير الشأن العام عبر تقوية حضورها في مواقع ودوائر صنع القرار.
ولأن الشباب أولوية بالنسبة لي ولدي وعي كامل بحالات الهشاشة التي يعيش فيها جزء منه؛ فستتركز سياستي الموجهة لصالح الشباب على التأهيل وتوفير فرص العمل المستقر وتنمية القثة في قدرة الشباب على تحمل المسؤولية ودمجه في الحياة النشطة، كما ستشمل تلك السياسة العمل على خلق بيئة مناسبة لتطوير وتأطير الأنشطة والمهارات الشبابية بشقيها الثقافي والرياضي.
فخامة الأخ الرئيس
أصحاب الفخامة
أصحاب المعالي والسمو
السيدات والسادة المدعوون الكرام
مواطني الأعزاء … أيها الشعب الكريم
إن السياسات الاجتماعية والتنموية الطموحة التي نحن بصددها تتطلب اقتصادا قويا يتسم بالمرونة ويمتلك مقومات الصمود، لذلك سأعمل على أسس قوية لاقتصاد منتج ومتنوع يخلق مزيدا من فرص العمل والقيمة المضافة ويمكن من إطلاق نهضة تنموية شاملة تتناغم فيها الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية لتخلق رفاهية ورخاء ينعم بهما الموريتانيون أينما كانوا، وسأسعى إلى تنويع المنظومة الاقتصادية والاستغلال الرشيد للثروات الوطنية سعيا إلى القضاء على البطالة وخلق الثروة.
كما سأعمل بشكل مكثف على تطوير البنى التحتية الداعمة للنمو خصوصا قطاعات النقل والطاقة والاتصالات لما لها من دور حيوي في تحسين الظروف المعيشية للسكان وفي خلق المزيد من شبكات ومواطن الإنتاج ودمجها في النسيج الاقتصادي الوطني.
وسأسعى أيضا إلى خلق قطاع خاص تنافسي ومحرك للاقتصاد يضطلع بمساهمة أكبر في تسريع وتيرة النمو وبدور محوري في التشغيل.
فخامة الأخ الرئيس
أصحاب الفخامة
أصحاب المعالي والسمو
السيدات والسادة المدعوون الكرام
مواطني الأعزاء … أيها الشعب الكريم
إنني أدرك تماما أن الخطط الإنمائية الطموحة التي نحن بصدد تنفيذها تتطلب آليات حكامة ذات فعالية، ويتعلق الأمر هنا بتسيير الشأن العام في أبعاده الإدارية والدبلوماسية والسياسية، فكما هو معلوم لدينا جميعا يستحيل تحقيق أي نتائج تنموية ملموسة في غياب إدارة قوية وفعالة تمتلك المهارات والموارد البشرية والمادية الكافية، على اعتبار أن الإدارة هي أداة الإنتاج الأولى والمؤطر الأساسي لأنشطة الدولة والجتمع، كما أن إنجاز أي نهضة تنموية داخلية تتناغم وتتعاطى مع العالم يتطلب بلا شك دبلوماسية قوية تحقق التوافق مع المحيط الخارجي وتقدم البلد للعالم بأبهى صوره، كما أنني على وعي تام بأن تنفيذ المشروع التطويري الشامل الذي أعتزم إطلاقه يتطلب مناخا سياسيا هادئا يساعد في تركيز كافة قوى الدولة على الجهد التنموي، فبخصوص الإدارة لن أدخر أي جهد في أن تكون المهنية والنزاهة واحترام المعايير الفنية والأخلاقية سمات بارزة في إدارتنا، وسأنفذ كل الإجراءات المطلوبة لتنشيط الإدارة العمومية بغية دفعها إلى تأدية مهامها المختلفة على أحسن وجه وتحديث إطارها المؤسسي والتنظيمي وتطوير الخدمة العمومية وتحسين العلاقة بين الإدارة والمواطن والمساواة في النفاذ إلى الخدمات العمومية.
أما فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية فإنني أعتزم تطوير دبلوماسية ديناميكية فاعلة تحترم الثوابت وتوجهها مصلحة البلد وتستمد قوتها من انتمائنا العربي الإفريقي ومن موقع بلدنا كجسر للتواصل ونقطة التقاء بين شعوب المنطقة، وعلى هذا الأساس ستعمل دبلوماسيتنا بشكل مكثف من أجل الحفاظ على السلم والأمن وكذلك على ترقية قدراتنا الاقتصادية عبر جذب المستثمرين والتعريف بالبلاد وإمكانياتها وما تتيحه من فرص.
وفي الشأن السياسي سأسعى إلى خلق مناخ طبيعي وهادئ يضطلع فيه كل فاعل بدوره الدستوري انطلاقا من تموقعه السياسي؛ فبلدنا ليس نشازا ويلزمه كباقي الدول وجود أغلبية تحكم ومعارضة تتابع وتنتقد في إطار توافق يحترم لكل طرف دوره ويحدد مساحة تدخله وفق للآليات والمساطر الدستورية، وفي هذا السياق سأعمل على تعزيز وتنويع قنوات التواصل والتعاطي مع كافة الفرقاء السياسيين سواء تعلق الأمر بالمعارضة عبر مؤسستها الدستورية أو بالأحزاب الممثلة في البرلمان أو بمكونات الأغلبية الداعمة لبرنامجي، كما سأبقى منفتحا طيلة مأموريتي على كافة الطيف السياسي الوطني لإدراكي التام بأن موريتانيا تحتاجنا جميعا أغلبية ومعارضة.
فخامة الأخ الرئيس
أصحاب الفخامة
أصحاب المعالي والسمو
السيدات والسادة المدعوون الكرام
مواطني الأعزاء … أيها الشعب الكريم
عندما أعود بالذاكرة إلى اللحظة التي قررت فيها الترشح لنيل ثقة الشعب أتذكر بجلاء أن مبعثها الوحيد كان أملا شخصيا في مواصلة خدمة الوطن من موقع جديد، ومع التقدم في مسار الانتخابات ظل ذلك الأمل يكبر ويتسع بتنامى حجم الإجماع السياسي والالتفاف الشعبي حول مشروع الدولة والمجتمع الذي تقدمت به ليصبح في النهاية أمل أمة بأكملها، إنه أمل الفرد في تحقيق ذاته في كنف مجتمع يقدره ويحمي حقوقه، إنه أمل المجتمع في الرقي المنسجم في حضن وطن يضمن له الرفاهية والأمان، إنه أمل الوطن في الازدهار والتطور والتدرج في مصاف الأمم، وبنيل ثقتكم أصبح هذا الأمل لتزاما وتحقيقه مسؤولية، وعليه فإني أعول كثيرا على التزام كل مواطن واضطلاعه بمسؤوليته في تحقيق هذا الأمل لأنه أملنا جميعا، وابتداء من هذه اللحظة سنطلق معا على بركة الله وفي كنف من رعايته ضمن مسار تنموي يكون فيه المواطن الموريتاني هو الغاية والمنطلق، ذلكم المسار الذي لن أدخر أي جهد في أن يفضي إل تحقيق آمال وطموحات كل فرد من شعبنا، متسلحا لذلك بإرادتي في البناء وبالتزام خدمة الوطن لا يوزايهما قوة وصدقا سوى إيماني بقدرة الشعب الموريتاني العظيم على مواجهة التحديات وتحقيق المعجزات.
وفي الختام أتوجه مجددا إلى ضيوفنا الكرام بأسمى آيات الشكر والعرفان باسم الشعب الموريتاني الذي تشرف بزيارتهم وسعد باستضافتهم وأتمنى لهم جميعا مقاما سعيدا بيننا وعودة ميمونة وآمنة إلى بلدانهم الشقيقة والصديقة، كما أسأل الله العلي القدير أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والإيمان وأن يرشدنا إلى ما فيه خدمة الوطن والإنسان.
أشكركم جميعا والسلام عليكم ورحمة الله وبركات