تباينت المواقف أخيرا بين قيادات حزبية مازالت تري في عودة ولد عيد العزيز ضرورة حتمية وجعله جزا من المشهد السياسي في موريتانيا , وهذا ما يرفضه بعض القيادات الحزبية والسياسية في موريتانيا ,نظرا لكونه أصبح في مزبلة التاريخ ,
وفي هذا السياق تسارعت الأحداث في هذين الأسبوعين، وتداخلت المواقف، وما ميّزها هو تتابع رسائل التأييد والتهنئة والتزكية، للريئس محمد ولد الشيخ الغزوواني الذي يحبد التوافق في اطار حزب قوي علي مستوي المسؤلية الملقاة علي عاتقه كونه حزب حاكم ,
وحزب يحمل نفس الرسالة، كلها التي تصب في اتجاه واحد، السهر على تطبيق برنامج رئيس الجمهورية.. نتمني أن تعود لنا تلك الروح الحماسية والوطنية ، لتحررنا ليس من فرنسا، بل من تخلّفنا واستعبادنا وفساد الطابور الخامس الذي كان يحكمنا هذا النظام الذي كان ينشد الخلود ويدفع شعبا بأكمله إلى اليأس من التغيير...
تستوقفني وقد تستوقف الكثيرين، تلك المقولة الرائعة للخليفة أبي بكر الصديق، عندما اشتد حزن المسلمين على فراق الرسول (صلى الله عليه وسلم)، حين صرخ فيهم بكل ثقة ”من كان يعبد محمدا، فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله، فإن الله حي لا يموت”. نقرأ هذا القول الحكيم والعميق، ونحن نرى ذلك التهافت والنفاق السياسي والاجتماعي والمصلحي باسم الرئيس السابق ولدعبدالعزيز ، ولأجل الرئيس وبرنامج الرئيس على كل المستويات، خاصة المحيطين به والمتمسكين به. ولا أعلم هل عندما يموت الرئيس، ولا نتمنى له الموت، مهما كنا نخالفه الرؤى والتوجهات، لكنه اليقين، فكل نفس ذائقة الموت، أقول لو مات الرئيس (أطال الله عمره وأمدّه بالصحة لأهله وناسه) أين نضع هؤلاء؟ هل نفتح لهم ولأحزابهم دكاكين على قارعة طريق ”مقبرة وليتمّوا هناك دعمهم للرئيس وبرنامجه، أم نقيم عليهم العزاء مباشرة بعد دفنه وندفنهم معه، كما كان يفعل الفراعنة حين يموت فرعون، يدفنون معه كل حاشيته وزوجته ومن يسقيه ومن يحرسه والأقرب إليه، حسب معتقدهم الذي يقول إن هناك حياة أخرى تنتظرهم، أو نترك لهم شرف الانسحاب من الساحة، إن كان للسياسة في هذا الزمن شرف.. وأكثر من هذا وبما أنكم أيها المتشدقون (المنافقون )، تقولون إن موريتانيا ستنتهي لو ذهب الرئيس عزيز ، ولن تقوم لها قائمة ، فهل إذا مات الرئيس نحملكم على طائرات ونرميكم في أي بلد لتقضوا ما بقي من حياتكم هناك، لأن موريتانيا لم تعد موجودة حسب منطقكم، أو نرمي بكم في البحر لتأكلكم الحيتان، كما أكلت وتأكل شبابنا وفلذات أكباد كثير من الموريتانيين ، فضلوا الموت بعد أن أرهقهم العيش في بلد حكمتموه بالنهب والسطو والفساد؟
لنا في التاريخ عبرة، فنحن شهود علي رجال تفرقوا ووضعوا مصالحهم الضيقة فوق مصلحة بقاء الأمة، فقتلوا الحلم وهدموه، إن الشعب إلى اليوم ما زال متمسكا بقليل من الأمل، وهو يدرك أن الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني يريد أن يرحل من فوق كرسي الرئاسة، لايريد البقاء يوما واحدا بعد فترة مأموريته , ولكن التغيير منشده ومقصده، فإن فقد الشعب هذا الأمل وأصابه اليأس، فلكم أن تتصوروا ماذا سيفعل فاقد الأمل.. وتذكروا دائما من كان يعشق ولدعبد العزيز، فإن عبد العزيز سيموت ومن يعشق وطنه موريتانيا قائمة ما دام هناك في هذا الشعب نبض صادق...
الياس محمد ألمين.