في ما يتواصل الهجوم على عمار سعداني، الأمين العام الأسبق لحزب السلطة الأول “جبهة التحرير الوطني”، بسبب تصريحه لموقع جزائري بأن “الصحراء مغربية”، قالت تقارير إعلامية جزائرية إن القضاء استدعى عمار سعداني مرتين في قضية فساد، وذهبت صحيفة جزائرية إلى اتهام سعداني بالحصول على مبالغ مالية من الاستخبارات المغربية من أجل شراء عقاربإسبانيا..
وذكرت صحيفة “الوطن” (خاصة صادرة بالفرنسية) أن القضاء استدعى عمار سعداني مرتين في قضية فساد تتعلق بالاستيلاء على عقارات زراعية وتحويلها إلى قطع أرضية لبناء عقارات، وأن سعداني، الذي سبق أن ذكر اسمه في قضية فساد ضخمة قبل أكثر من عشر سنوات، رفض الاستجابة لاستدعاء القضاء.
وذكرت الصحيفة أن عميد قضاة التحقيق على مستوى محكمة الشراقة ضواحي العاصمة شرع منذ بضعة أسابيع في فتح تحقيق في ملف معقد، ويتعلق الأمر بقضية استيلاء على عقارات زراعية بأسعار رمزية وتحويلها إلى قطع أرضية للبناء وإعادة بيعها بأموال ضخمة، وأن التحقيقات الأولية بينت تورط عدد كبير من مسؤولين سابقين بينهم وزراء، بالإضافة إلى اسم عمار سعداني، والذي سبق له أن ترأس البرلمان الجزائري وزوجته.
وأشارت الصحفية إلى أن سعداني متهم بالضلوع في هذه الفضيحة، وأنه رفض الاستجابة إلى استدعاء القاضي مرتين متتاليتين، وأن القاضي يواصل الاستماع إلى المتهمين في القضية، وأن وزير إعلام سابق سيتم استدعاؤه خلال الأيام القليلة القادمة، كما تم استدعاء الموثق الذي قام بإبرام عقود البيع، وأن التحقيق شرع فيه عام 2014، لكن تم إقفاله من طرف زوجة الغالي بلقصير القائد السابق لجهاز الدرك، التي كانت قاضية في دائرة الاختصاص بطلب من وزير العدل الأسبق الطيب لوح، لأن أسماء مسؤولين كبار ذكرت في التحقيق.
وذهبت “الوطن” أبعد عندما اتهمت سعداني بالحصول على مبالغ مالية من الاستخبارات المغربية من أجل شراء عقار بإسبانيا، متسائلة إن كان سيمثل هذه المرة أمام القضاء أم سيتمكن من الإفلات مثل كل مرة.
وأوضحت أنها ليست المرة الأولى التي يذكر فيها اسم عمار سعداني في فضيحة لها علاقة بالعقار الفلاحي، فقد ذكر اسمه في فضيحة اختلاس أموال الدعم الفلاحي التي حصل فيها على حوالي 500 مليون دولار، وهي القضية التي أثيرت ثم أخمدت، وأنه حصل على فيلا فاخرة في حي حيدرة الراقي وقام بترميمها بمبلغ ضخم ثم قام بإعادة بيعها، ثم أسس مع زوجته وأبنائه شركة عقارية في باريس واشترى عدة عقارات في الأحياء الراقية بالعاصمة الفرنسية.
وذهبت “الوطن” إلى أبعد عندما ذكرت أن سعداني حصل على مبالغ مالية من الاستخبارات المغربية من أجل شراء عقار بإسبانيا، متسائلة إن كان سيمثل هذه المرة أمام القضاء أم سيتمكن من الإفلات مثل كل مرة.
جدير بالذكر أن عمار سعداني خرج عن صمته منذ أيام ليفجر قنبلة بالتأكيد على أن الصحراء الغربية مغربية تاريخيا، وأنه يجب على الجزائر التوقف على دعم منظمة البوليساريو، وهي التصريحات التي أثارت جدلا واسعا، ورد عليها وزير الإعلام الناطق باسم الحكومة حسان رابحي الذي قال إنها مجرد كلام أشخاص ليس لها مثقال ذرة.
من جهتها قالت المجموعة البرلمانية للأخوة والصداقة الجزائر-الصحراء الغربية إن “مواقف الجزائر بخصوص بالقضية الصحراوية، و دعوتها لإيجاد اتفاق بين طرفي النزاع، المملكة المغربية و جبهة البوليساريو تقوم على قناعات تاريخية و قانونية بضرورة تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير مصيره عبر استفتاء ديمقراطي كما تقره الشرعية الدولية وكل اللوائح الأممية ذات الصلة”.
واعتبر بيان للمجموعة البرلمانية أن القضية الصحراوية تعتبر من أولويات نضال الشعب الجزائري من أجل تحرر الشعوب في إفريقيا والعالم، وهي من صميم اهتمام منظمات المجتمع المدني، وهي الأساس الوجداني للمجموعة البرلمانية للأخوة والصداقة الجزائر-الصحراء الغربية بمجلس الشعب، والتي ترافع في كل الاتحادات البرلمانية الاقليمية والدولية و في كل المنتديات الدولية دفاعا عن عدالة قضية الشعب الصحراوي وحضارية نضاله لاسترجاع سيادته المسلوبة و تقرير مصيره.