ألقى الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني خطابا أمام المشاركين في القمة الافريقية الروسية بسوتشي تطرق خلاله إلى العلاقات بين الجانبين الافريقي والروسي فضلا عن الشراكة بين موريتانيا وروسيا.
وأوضح ولد الغزواني أن أعمال القمة الأولى من نوعها ستمثل انطلاقة للعلاقات المشتركة بين دول القارة الإفريقية وروسيا، مؤكدا مضيه في تعزيز العلاقات مع روسيا وتوسيع مجالات التعاون القائم بينها وموريتانيا.
وفيما يلي نص الخطاب:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
صاحب الفخامة السيد الرئيس أفلاديمير بوتين، رئيس جمهورية روسيا الاتحادية صاحب الفخامة السيد عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي أصحاب الجلالة والفخامة والمعالي رؤساء الدول والحكومات صاحب المعالي السيد موسى افاكي محمات، رئيس لجنة الاتحاد الافريقي
ايها السادة أيتها السيدات،
أود في البداية ان أتوجه بجزيل الشكر لفخامة السيد أفلاديمير بوتين، رئيس جمهورية روسيا الاتحادية ومن خلاله إلى الحكومة والشعب الروسيين، على ما حظينا به من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة منذ وصولنا إلى هذه المدينة الجميلة.
كما أتقدم بالشكر الوافر لرئيسي القمة فخامة السيد أفلاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا الاتحادية وفخامة السيد عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي على جودة التحضير ودقة التنظيم.
إن انعقاد هذه القمة في أول نسخة منها ليشكل تعبيرا عن متانة العلاقات التي تجمع بين روسيا الاتحادية ودول قارتنا الافريقية ويجسد في ذات الوقت صدق إرادتنا المشتركة لتقوية هذه العلاقات وتعميقها والارتقاء بها إلى مستويات اكثر تنوعا وشمولا.
إن روسيا الاتحادية وأفريقيا علاوة على ما يربطهما من علاقات الصداقة والتعاون تجتمعان في العديد من المبادئ والمواقف المشتركة.
فهما تشتركان في السعي إلى بناء نظام دولي متعدد الاقطاب أكثر عدلا وتوازنا وإلى إقامة نظام نمو مستدام، كما تجتمعان في مساندة القضايا العادلة وفي الوقوف بحزم ضد مختلف أشكال العنف والإرهاب، سعيا إلى الاسهام في إحلال الأمن والسلام في العالم.
ان قارتنا الافريقية تعمل جاهدة على تحقيق تنمية مستدامة وشاملة تحقيقا لأهداف أجندة 2063، كما هو واضح من تفعيلها مؤخرا لمنطقة التبادل الحر الافريقي، تمهيدا للاندماج الاقتصادي القاري المنشود.
كما تتركز جهود قارتنا في نفس الوقت على رفع التحديات الأمنية الجسيمة التي تواجهها وهي تحتاج في إطار هذه التوجهات إلى تنويع شراكاتها وتعميقها ومن هنا تبرز أهمية قمتنا الحالية التي ستساهم دون شك في التأسيس لرؤية استراتيجية مشتركة وشاملة من أجل تطوير شراكة مثمرة وبناءة بين دولنا الافريقية وروسيا الاتحادية.
وفي منطقة الساحل فإن الوضعية الأمنية المتدهورة هي كما وصفها الأخوة رؤساء الدول الأعضاء في مجموعة الخمس في الساحل على التوالي الرئيس كابوري والرئيس إدريس ديبي والرئيس ابراهيم بوبكر كيتا، وضعية متدهورة وانا في هذا المقام ليس عندي ما ازيده في وصف الوضعية وفي وصف ضرورة مكافحة الإرهاب في المنطقة.
وإنني في هذا المقام اضم صوتي إلى ما قاله الأخوة الرؤساء في هذا الصدد.
إن علاقاتنا في الجمهورية الإسلامية الموريتانية بجمهورية روسيا الاتحادية هي علاقات صداقة وتعاون وثيق خاصة في مجالات الصيد والتكوين والتعليم العالي.
وقد تأسست هذه العلاقات على الاحترام المتبادل ومراعاة المصلحة المشتركة والتشاور المستمر، كما يؤكد ذلك توقيع مذكرة التشاور السياسي بين البلدين في نواكشوط مايو 2017.
ونحن في موريتانيا بحكم موقعنا الجيوسياسي وما تزخر به بلادنا من موارد طبيعية وما احرزناه من نتائج جد إيجابية على صعيد تحسين مناخ الأعمال وترقية القطاع الخاص ودعم شراكته مع القطاع العام وما يتوفر لدينا من فرص استثمارية عديدة، لمصممون على غرار الدول الافريقية الأخرى على المساهمة الفعالة في تنويع وتعميق العلاقات بين القارة الافريقية وجمهورية روسيا الاتحادية وهو ما سيفتح أمام التعاون الثنائي الروسي الموريتاني، آفاقا رحبة ويتيح للقارة الافريقية الاستفادة من التطورات الكبيرة التي احرزتها روسيا الاتحادية في مختلف المجالات.
وإنني لعلى يقين من ان قمتنا هذه ستعطي دفعا قويا للعلاقات الروسية الإفريقية وستساهم في إقامة جسر متين من التعاون البناء بيننا خدمة لمصالحنا المشتركة.
اشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.