أصدر مجموعة ملتقى اطر الامل بيانا ترد فيه على البيان المنسوب للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز.
هذا البيان حصلت العلم على نسخة منه وجاء فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان إلى الرأي العام
رمتني بدائها وانسلت
تفاجأنا مثل عموم الرأي العام الوطني، برسالة منسوبة إلى رئيس سابق تحدث فيها عن قانون الرموز، وعن أشياء أخرى ذات علاقة بالشأن العام الوطني، ونظرا لوجود مغالطات كثيرة، ومفارقات عجيبة، في هذه الرسالة / البيان، فقد وجدنا، نحن مجموعة ملتقى أطر الامل، أن من واجبنا إنارة الرأي العام بالملاحظات التالية:
عَجَبُنا من أمر هذا الرجل الذي أكل الأخضر واليابس؛ ابتلع العمارات بقشورها، والجرارات بحوافرها، والرافعات بحذافيرها، والاساطيل بزعانفها؛ والضيعات بأشجارها وأوبارها، والساحات بأوحالها ، والمدارس بتاريخها و(ابلوكات) بشوارعها، والقناطير المقنطرة، من الذهب والفضة، والخيل المسومة، والانعام والحرث؛ ثم يجلس ـ دون خجل او حياء - ليقدم لنا، من السجن، درسا في الحكامة والنزاهة، والديمقراطية وحرية التعبير...!
إنها مهزلة التاريخ..!
ومن أجل مزيد من إنارة الرأي العام؛ دعونا نتذكر من هو هذا الرجل؟ وما هي الأفعال التي قادته إلى ما هو فيه الان؟
كلنا يعلم أن هذا الرجل هو الرئيس الوحيد في تاريخ هذا البلد الذي تحول إلى "حانوتي " يتاجر بكل شيء، وفي كل شيء، يسابق التجار في تجارتهم، والمقاولين في مقاولاتهم، والمزارعين في زراعتهم، والناقلين في نقلهم، والمزايدين في مَزاداتهم؛ ثم يَغلْبُهم جميعا؛ يأكلهم أو يحبسهم، أو يطردهم من وطنهم، إلا من سارع واستسلم؛ وتحول إلى "وقَّاف" مطيع.
هذا الرجل هو صاحب "صناديق أكرا وفضائحها التي تطايرت قاذوراتها، فصمَُت الآذان في كل مكان،
وهو من استجار به رجل مسلم واتمنه على نفسه، فخان العهد وباعه بثمن بخس دراهم معدودات،
وهو من قال ذات مساء، في مدينة النعمة، متهكما: أن ليس للدولة مصنع لصنع رجال الاعمال؛ إلا أن تلك الدولة ذاتها، وذاك النظام نفسه، صنعا معجزة؛ تحول بها هذا الرجلُ، من رئيس للفقراء، لا يملك غير حمام حطب، إلى أغنى رجل في البلاد، فسبحان مصرف الامر، بين غمضة عين وانتباهتها، من حال إلى حال.
وحين يتحدث ذلكم الرجل عن الديمقراطية وحرية التعبير، فلندع التاريخ يسأله:
متى يستطيع أي عاقل أن يصدق أن موظفا يحترم الديمقراطية وسيادة القانون، وفصل السلطات، ثم يقوم بانقلاب عسكري، على رئيس مدني منتخب، لا لشيء، إلا لأنه أقاله من وظيفته؟
ألم يصرح هذا الرجل نفسه بذلك تبجحا؟
وأنى له أن يصف نفسه باحترام سيادة الشعب واختياراته وهو الذي أقسم بأن لا يدخل المرشح للرئاسة القصر حتى لو اجتمعت له أصوات الانس والجن..!
ومتى يتاح لهذا الرجل ان يزايد في احترام الراي وحرية الاعلام وهو المُشاهد، على المباشر، يأمر بغلق بث تلفزة الخدمة العمومية؛ لان صحفيا لم يأت بسؤال طبقا لما يهوى هذا الرجل؟ ثم يشاهده على الهواء يوقف مباريات، لأنه شعر حيالها بالملل.
ومتى يتاح لهذا الاعلام، إن كان هذا الرجل يحترمه حقا؛ أن يجيبه على سؤال ظل يطرح عليه، في جميع مؤتمراته وندواته، ويلح طرحه: من أين لك هذه الأموال؟
خاصة أنه أقر على نفسه، وعبر الاثير، أن لديه أموالا كثيرة، بعد تصريح سابق بأن لا مال لديه سوى حفارة لسقاية الفقراء؟ أليس من حق المواطنين، بوصفه رئيسهم السابق، أن يعرفوا من أين وكيف حصل على هذه الأموال الكثيرة وكيف له التوفيق بين ذينك التصريحين؟
ومما يتجاهله هذا الرجل أن قانون الرموز هو خطوة مهمة وضرورية من خطوات اصلاح ما أفسده هو، وتمرغ فيه وأمعن في تدميره طيلة عشرية متتالية، كأن لديه ثارا يطلبه على الدولة وهيبتها، ورموز الشعب ومقدسات الامة، إذ أزال علمها وحرَّف نشيدها وألغى عملتها وانزل شان إدارتها ومسؤوليها؛ وألغى مجلس شيوخها، ومسح الارض بمؤسسات اقتصادية وخدمية كبرى، من أجل محو آثار جريمة اختلاس وفساد أزكمت رائحتهما الأنوف؛
وأطلق السنة السوء وكتاب الفحش لينفثوا سموم الكراهية والحقد بين فئات الشعب ويدوسوا هيبة الدولة ورموزها الوطنية والدينية.
تحدث هذا الرجل متهكما عن رموز ثلاثة وصفوا بالدكتاتورية، لكنه أهمل رموزا في زمن أقرب ومكان أقرب ، مثل زعماء عصابات المافيا، وتبييض الأموال، وتهريب المهاجرين، وتجارة المخدرات، سواء في إيطاليا أو المانيا أو إسبانيا؛ أم في أماكن أخرى من العالم، منهم من قضى نحبه، ومنهم من لا يزال قابعا في السجن ينتظر جزاء ما اقترفه من جرائم فساد وتبييض أموال وسرقة خيرات وخيانة امانة ونهب ثروات.
مجموعة ملتقى اطر الامل