كشفت معلومات جديدة، أمس الجمعة، عن زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية” إبراهيم الهاشمي القرشي، والذي قتل بعد مداهمة قوات أمريكية خاصة مخبأه في بلدة أطمة، شمال غرب سوريا. فقد أوهم القرشي السكان بأنه تاجر من حلب، فرّ بسبب الحرب، وكانت أسرته تدفع الإيجار بانتظام في الوقت المحدد، وتفرض على نفسها طوقا من العزلة، في مكان لا يتلصص فيه الجيران على ماضي بعضهم البعض.
وحسب وكالة “رويترز” فإن سكان المنطقة كانوا يعتقدون أن القرشي تاجر سوري قادم من حلب بحثا عن الأمان النسبي لنفسه وعائلته في أطمة قرب الحدود التركية، بعيدا عن خطوط المواجهة في الصراع السوري. ولم يكن هناك ما يلفت الأنظار أو يشد الانتباه إلى المبنى المكون من ثلاثة طوابق على أطراف المدينة، منذ أن استأجر القرشي شقة فيه قبل عام، حيث أخذ الطابق الأول في البداية قبل أن يتوسع لاستئجار الطابق العلوي أيضا.
امرأة كانت تعيش في الطابق الأرضي، وتشير إلى جيرانها على أنهم “عائلة أبو أحمد”، قالت لـ”رويترز” إن سلوك الأطفال كان طيبا بشكل عام”، مضيفة أنهم كانوا يبتعدون عن الأنظار ويرافقون والدتهم إلى المتاجر في بعض الأحيان.
وأضافت المرأة التي اكتفت بتقديم نفسها باسم “أمينة” في مقابلة عبر الهاتف “كانوا في حالهم وأولادهم كانوا بيلعبوا مع الأولاد برا (بالخارج) بين كل فترة بس ما كان في بينا اجتماعيات”.
وأضافت المرأة أنها تلقت ذات مرة دعوة من إحدى زوجات القرشي، وهي أم أحمد، لتناول الشاي. قالت لأمينة حينها إن زوجها تاجر من حلب فر من المدينة بسبب الحرب.
وتتذكر أمينة باستغراب كيف لم تلحظ ندرة ظهوره. وفي حين لم تكن الأسرة من أطمة، ما كان ذلك بالشيء اللافت للانتباه في منطقة فرّ إليها عشرات الألوف من جميع أنحاء البلاد.
وبينت “كنا نفكر أنهم مروا بكثير، بس زي ما بتعرف الكل عنده مأساة هون ما حدا بيحكي للتاني شو صار معه في ها الأزمة وبنفضل تبقى بداخلنا”.
وتولى القرشي قيادة “الدولة الإسلامية” بعد مقتل مؤسسها أبو بكر البغدادي في 2019. وتشابهت النهايتان، إذ قُتل البغدادي أيضا عندما فجر عبوة ناسفة أثناء غارة للقوات الخاصة الأمريكية.
اختبأ البغدادي هو الآخر في شمال غرب سوريا، آخر معقل كبير للمعارضة المسلحة التي تقاتل الرئيس بشار الأسد. ولم يبعُد مخبأه سوى 25 كيلومترا عن أطمة بمحافظة إدلب أيضا.
كان مخبأ القرشي قريبا من نقطة تفتيش تديرها الجماعة المسلحة التي تسيطر على معظم إدلب وهي “هيئة تحرير الشام”، الفصيل الذي كان يُعرف في السابق باسم جبهة “النصرة”، ولها خصومة منذ سنوات مع “الدولة الإسلامية”. ولم يكن بعيدا أيضا عن مواقع القوات التركية في منطقة عفرين القريبة بشمال غرب سوريا.
على الرغم من قرب القوات المعادية، كان المكان جيدا نسبيا للاختباء بالنسبة للقرشي الذي كان يسعى لإحياء تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي سيطر على ثلث العراق وسوريا في 2014 قبل أن يتقهقر.
يقول السوريون إن من السهل على الغرباء المرور دون أن يلحظهم أحد.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تم القبض على قيادي آخر في تنظيم “الدولة الإسلامية”، وهو سامي جاسم، في شمال غرب سوريا في عملية عراقية نفذت بمساعدة تركية.
وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض، إن هناك اعتقادا بأن الانفجار أسفر عن مقتل القرشي وزوجتيه وطفل في أحد طوابق المنزل، وطفل آخر على الأرجح كان في طابق آخر مع مساعد القرشي وزوجته اللذين قتلا بعد إطلاق النار على القوات الأمريكية. وقال عمال إنقاذ سوريون إن 13 شخصا قتلوا بينهم أربع نساء وستة أطفال.
أضاف شهود أنهم رأوا لعب أطفال متناثرة في الشقق المدمرة.