أرادت قيادة حزب U.P.R، لإجتماع مجلسه الوطني الأخير، أن يكون كواليسا كله. ولذلك أبعدت الصحافة وكل من يمكن أن يسرب ما سيدور في الإجتماع المذكور.وبالرغم من كل تلك التدابير التي توخت الحذر والحزم، فقد إخترق حاجز الصمت صوت قدم نفسه علي أنه صوت “دارفور “الشرق الموريتاني،ليبوح بما لفت إنتباه كل الحضور الذي عبر عن ذلك من خلال التصفيق والحماس المنقطعي النظير.
قال:أولا: مخاطبا رئيس الحزب “لقد إنتهي خطابكم(الموقر)،كما بدأ ،بإستعمال ضمير المتكلم المفرد مع كل الأفعال:فعلت،قمت وقلت،متجنبا ضمير الجمع نحن ومركزا علي حروف التسويف السين،سوف وربما تاء التأنيث!
فهل كان ذلك عن وعي، حيث تضخمت لديكم “الأنا”وسقطتم في مهاويي الأنانية، التي يعد تجاهل الآخر أبسط عيوبها؟.أم أن كل ذلك حدث عن فوات _ لاسامح الله _ نتيجة لعدم التحلي بروح الفريق والإيمان بالعمل الجماعي؟”.
ثانيا:ورد علي لسانكم ذكر رئيس الجمهورية خمسة عشر مرة ولم نسمع ولا تصفيقة واحدة، فما السبب ،علما أن الأمور لابد لها من تفسير؟هل طرحت _سيادة الرئيس _مثل هذا السوال علي نفسك؟.
ثالثا: “لاغرابة!فقد استدعيتم في “تنبدغه”مسقط الرأس بالنسبة لكم الجمهور الحزبي لإستقبال رئيس الجمهورية وقابل الطلب بالرفض والمقاطعة. الناس شاهدة .إذا عرف السبب بطل العجب: حسب معلوماتنا، ومن مصادر موثوقة فقد تلقي رئيس الجمهورية رسالتين تضمنتا شكايتين من،علي التوالي:
قبيلة وازنة في النعمة(إيجمان )وأخري من أسرة لها مكانتها في آمرج(أهل الشين)، تشكوان فيهما عدم وجود إسم أي من أبنائهما أو من يمثلهما في هيئات الحزب المختلفة. بينما تتسع هذه الهيئات لأكثر من فرد، وربما وصلت الثلاث من أفراد نفس الأسرة، في أماكن أخري من الوطن. توجد بعض الهيئات الحزبية _ ومنها هيأتنا هذه_التي تضم الإخوة ،الشخص وصهره، والأم وبناتها.أي عدالة حزبية هذه؟.
رابعا:”غابت _يقول الدارفوري _ولو صورة واحدة لرئيس الجمهورية عن هذا النشاط، بالإضافة إلى غياب الانجازات والبرامج السياسية من خطابكم ياسيادة رئيس الحزب.
كيف نفهم مثل هذا الإجراء (التقشفي )؟ولا صورة واحدة لرئيس الجمهورية الذي هو مرجعية الحزب؟!.من جهة أخري ألانحتاج كحزب إلي برامج وإنجازات سياسية لتبرير صرف مبالغ إيجار المقر ومصروفات الشاي المضخمة تأكيدا؟.
“في وقت ترزح فيه ساكنة الحوض الشرقي، وهي المنطقة القصية جغرافيا عن العاصمة وكل الموانئ والنوافذ المائية والجوية علي العالم، لنير وطأة الاسعار المرتفعة جنونيا وخراب الطريق _التي لايرجي لها صلاح أبدا _وهما العاملان اللذان يحكمان طوق العزلة علي المنطقة ويتركانها رهينة للمعاناة المأساوية. هذامن جهة ومن جهة أخري فهي تقع في مرمي جبهات:القاعدة، ماسينا، إياد غالي، الجبهة العربية لتحرير أزواد وأخيرا قوات فاغنير الروسية.
ألا تري قيادة الحزب أن العبء السياسي ملقي علي كاهل الحزب، كحزب حاكم؟
وختاما دعا صوت “دارفور”الغرب التي هي دارفور الشرق الموريتاني إلي عقد مؤتمر طارئ، ينتخب قيادة علي مستوي تحديات المرحلة “.
الأستاذ أحمدا سيدي محمد أمبارك الذي هو هذا الصوت “الدارفوري” غيور غيرة لا مثيل لها، ترقي إلي درجة التصوف ،علي مصلحة ومصير الوطن. إنه شفاف شفافية مغفرية تبطن بالقسوة اللين، إلا أنه لا يباري في الجرأة وصلابة الموقف ولا تأخذه في الحق لومة لائم، كلنا نتذكر، خلال اجتماع في فندق الأجنحة الملكية، مطالبته حكومة يحي ول حدأمين بالإستقالة، أيام عز نظام محمد ول عبد العزيز، الموقف الذي دفع منصبه له ثمنا.كما أنه نزيه حد النسك، فلا احقاد لديه، لا مواقف مسبقة، ولا دوافع شخصية.
كل ما في الأمر أنه بتجرده المعهود،صراحته وصدقه اللذين يعرفهما كل من يعرفه معرفة شخصية،يطلق صرخة علي مستوي الحزب من أجل الوطن، صرخة إن لم نع معناها الآن كنخب فإننا لا محالة سنعيه عند أول إستحقاقات قادمة برلمانية، كانت،أو رئاسية. لذلك فعلينا أن نحملها محمل الجد، ونتفاعل معها إيجابيا.
فهو كمن يريد أن يقول أمرتهم أمري..علينا أن نقوم باللازم،هنا والآن، قبل فوات الأوان.
بقلم الأستاذ/ احمد سيدي محمد ميني