حالة من الجدل أثارتها دعوي قضائية في الولايات المتحدة الأمريكية ، ضد إدارة الأرشيف الوطني للمطالبة بالإفراج عن وثائق قضية اغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي واتاحتها للرأي العام ، خاصة بعد انتهاء فترة الحجب القانونية منذ 2017 دون أن تحرك الحكومة الفيدرالية ساكناً في هذا الملف.
الجدل المصاحب لملف الاغتيال الأشهر في التاريخ الأمريكي ، لم يقتصر علي حدود الولايات المتحدة الأمريكية ، ففي كوبا وكثير من دول أمريكا اللاتينية أثارت روايات مؤرخين أمريكيين حول احتواء وثائق اغتيال كينيدي أسراراً آخري تتعلق بمحاولة اغتيال الرئيس الكوبي الراحل فيديل كاسترو ، والروابط الخفية بين واشنطن وجماعات المافيا.
وكانت شبكة ان بي سي الأمريكية قد ذكرت في تقرير لها الأربعاء أن الوثائق التي لا تزال محجوبة والمقدرة بـ16 ألف وثيقة من شأنها أن تلقي بمزيدًا من الضوء ، كما يقولون مؤرخون وخبراء، علي فترة مؤثرة في التاريخ الأمريكي مرتبطة برئاسة جون كنيدي واغتياله وعمليات الحرب الباردة من قبل عملاء المخابرات الأمريكية ، والعلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا ، ومؤامرة قتل فيدل كاسترو ، والحرب على المافيا التي شنها المدعي العام آنذاك روبرت ف. كينيدي ، الذي اغتيل بعد خمس سنوات من اغتيال شقيقه.
الدعوي القضائية التي رفعتها مؤسسة ماري فيريل ، وهي منظمة أمريكية غير حكومية معنية بالتاريخ والتوثيق ، ضد إدارة الأرشيف الوطني في الولايات المتحدة ، الأربعاء ، حركت الكثير من المياه الراكدة في أمريكا اللاتينية ، وأعادت ملف محاولات اغتيال فيديل كاسترو من قبل دوائر الأمن والاستخبارات في أمريكا للواجهة.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "لارثون" ، فإن الوثائق التي تم رفع السرية عنها بالفعل ، بخلاف الـ16 ألف مستند المستمر جبها ، كشفت أن السي أي أيه حاولت التعاون مع المافيا لاغتيال كاسترو، مشيرة إلى أن تلك المحاولات تعود إلى أغسطس 1960 عندما كان الرئيس الأمريكي حينها هو داويت أيزنهاور، حيث سأل مدير وكالة المخابرات المركزية آنذاك ، ريتشارد بيسيل ، مدير الأمن ، شيفيلد إدواردز ، "إذا كان بإمكانه إقامة اتصال مع نقابة القمار الأمريكية التي كانت نشطة في كوبا، وكان الهدف هو اغتيال الزعيم الكوبى فيدل كاسترو .
وتتطابق رواية صحيفة لارثون مع صحيفتي "كوبا" الكوبية و"الإيكونوميستا" المكسيكية التي ذكرت أن فكرة اغتيال كاسترو تعود مدير وكالة المخابرات المركزية آنذاك ، ريتشارد بيسيل، والذى اتصل بروبرت ماهيو ، الذى كان يعمل محقق خاص لدى المخابرات المركزية الامريكية في ذلك الوقت، للاتفاق على قتل كاسترو، معتبرين أياه أنها الخطوة الأولى لاستعادة استثماراتهم، ولذلك خصصت المخابرات المركزية حوالى 150 الف دولار لاغتياله.
كما كشفت الوثيقة أن المخابرات الامريكية أنه بعد تولى آلاس دالاس ، ادراة الوكالة الأمريكية ، قامت بوساطة جونى روسيلى ، أحد رجال المافيا، بالاتصال بسام جولد ، واسمه الحقيقى سام جيانكانا، وهو رئيس عصابة شيكاغو، وذلك من أجل قتله من خلال "حبة" يمكن إذابتها في مشروب .
وقامت الوكالة الامريكية بإجراء العديد من الاختبارات للتحقق من فاعلية "السم" الذى كان في الحبة لدرجة أنه تم اختباره على الخنازير، ولكن فشلت تلك المحاولة من قتل كاسترو، حيث أنه بعد إعطاء الحبة إلى المدير العام لمكتب كاسترو ، خوان اورتا، إلا أنه لم يستطع التقرب منه.
كما أرسلت المخابرات الامريكية أيضا، رجل المافيا روسيلى ، ومعه 6 حقن من السم سريع المفعول ، ولكن أوقفت المخابرات العملية بعد فشل عملية غزو كوبا فى إبريل 1961، والتى عرفت باسم عملية "خليج الخنازير"، وتمكنت من استعادة الحقن الست، بحسب ما أظهرت سجلات الوكالة، لكن الملف لم يتحدث عن مصيرهما أو مدى تمكنهما من مغادرة كوبا.
ووفقا لتقرير صدر عام 1975، وفإن هناك 2800 وثيقة، كانت مصنفة سابقا في خانة الوثائق السرية، وقالت إن الخطط لاغتيال كاسترو بدأت منذ كان رئيسا للوزراء.
ويذكر أن الزعيم الكوبي فيدل كاسترو استقال من رئاسة البلاد في العام 2008 بسبب المرض، وتوفي في العام 2016 بعد سنوات طويلة حكم بها كوبا.