أعلنت جماعة “أنصار الله” (الحوثيون)، مساء الأحد، استهداف مدمرة أمريكية وثلاث سفن إمداد تابعة للجيش الأمريكي في البحر العربي وخليج عدن؛ وذلك عقب ساعات من إعلانهم استهداف هدف حيوي في تل أبيب بصاروخ فرط صوتي، في أول عمليتين للجماعة منذ وقف إطلاق النار بين حزب واسرائيل.
وأوضح المتحدث العسكري باسم الجماعة، العميد يحيى سريع، في بيان، أن القوات البحرية وسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية (التابعة للجماعة) نفذت عملية عسكرية نوعية مشتركة واستهدفت مدمرة أمريكية وثلاث سفن إمداد تابعة للجيش الأمريكي هي سفينة “ستينا ايمبيكبال”، وسفينة “ميرسك ساراتوجا”، وسفينة “ليبرتي غريسي”.
وذكر أن “العملية نُفذت بستة عشر صاروخاً بالستياً ومجنحاً وطائرةً مسيرةً، وكانت الإصابات دقيقة ومباشرة”، مؤكدًا أن قواتهم “ستواصل تنفيذ عملياتها العسكرية بوتيرة متصاعدة في منطقة العمليات البحرية المعلن عنها ضد العدو الإسرائيلي والأمريكي، وأنَّها لن تتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة”.
استهداف المدمرة الأمريكية وسفن الإمداد نُفذ بـ16 صاروخاً بالستياً ومجنحاً وطائرةً مسيرةً
وذكرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية (يو كاي إم تي أو)، في بيان مقتضب لها الأحد، أن سفينة تعرضت لحادث على بُعد 80 ميلًا بحريًا جنوب عدن، دون مزيد من التفاصيل.
وكانت جماعة “أنصار الله” (الحوثيون)، أعلنت في وقت سابق من أمس الأحد، تنفيذ عملية عسكرية ضد هدف حيوي في تل أبيب، بصاروخ فرط صوتي من نوع “فلسطين 2″، مؤكدة أنها ستضاعف من عملياتها العسكرية بالصواريخ والطائرات المسيّرة.
وكانت آخر عملية لهم بذات الصاروخ بتاريخ 22 نوفمبر/ تشرين الثاني، والتي تم من خلالها استهداف ثان لقاعدة “نيفاتيم” الإسرائيلية في النقب. وسبقها استهداف قاعدة “ناحال سوريك” جنوب شرق تل أبيب “يافا” بتاريخ 11 نوفمبر، فيما كان قد تم استهداف قاعدة “نيفاتيم” للمرة الأولى بتاريخ 8 من الشهر عينه.
وهذه العملية هي الثامنة، التي يعلن عنها الحوثيون مستخدمين فيها صاروخ فلسطين 2، منذ عملية 15 سبتمبر/ أيلول ضد أهداف إسرائيلية في الأراضي المحتلة.
وأوضح المتحدث العسكري باسم الحوثيين، العميد يحيى سريع، في بيان، أن الصاروخ قد أصاب هدفه بنجاح، وأن تنفيذ هذه العملية “جاء انتصارًا لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، ورداً على جرائم العدو الإسرائيلي بحق الأشقاء في قطاع غزة”.
وقال “إنه وأمام استمرار جرائم العدو في قطاع غزة فإن القوات المسلحة (التابعة للجماعة) ستضاعف من عملياتها العسكرية بالصواريخ والطائرات المسيرة ضمن تأديتِها للواجب الديني والأخلاقي والإنساني، ونصرة وإسناداً للمجاهدين في قطاع غزة وفي الضفة الغربية”.
وأكدَّ أن عملياتهم “لن تتوقف إلا بوقف العدوان على قطاع غزة، ورفع الحصار عنه”.
الإسرائيليون من جهتهم أعلنوا، كالعادة، اعتراض الصاروخ قبل اختراقه المجال الجوي الإسرائيلي، وفق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، الذي كان قبل ذلك، قد كتب “تدوينة” أفاد فيها بـ”تفعيل إنذارات في عدة مناطق في وسط إسرائيل في أعقاب اطلاق صاروخ من اليمن”.
إذاعة الجيش الإسرائيلي تحدثت عن “إصابة 4 أشخاص خلال تدافعهم باتجاه الملاجئ شمال تل أبيب، بعد إطلاق صاروخ من اليمن”.
ويمثل صاروخ “فلسطين 2 ” مستوى متطورًا في صواريخ الحوثيين فرط الصوتية؛ وهو صاروخ قادر على قطع مسافة تتجاوز الألفي كيلومتر بسرعة 16 ماخ، أي بسرعة تتجاوز سرعة الصوت 16 مرة.
ويستهدف الحوثيون بالصواريخ والطائرات المسيرة مناطق في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأعلن موقع قناة المسيرة عن أن إجمالي العمليات التي استهدف بها الحوثيون أهدافًا داخل الأراضي المحتلة، بدءًا من 31 أكتوبر 2023 وحتى 1 ديسمبر 2024، وصل إلى 44 عملية. كما يستهدفون، بالموازاة، من خلال عمليات بحرية تستخدم الصواريخ والطائرات المسيرة أيضًا، السفن المرتبطة بإسرائيل، أو المتجهة إليها في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن وباب المندب، وذلك “تضامنًا مع غزة”، التي تتعرض لعدوان إسرائيلي بدعم أمريكي، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023م. وأعلن زعيم الحوثيين، في 31 أكتوبر، أنهم استهدفوا 202 سفينة.
وفي محاولة لردع عملياتهم البحرية يشنّ تحالف من واشنطن ولندن، منذ 12 يناير/ كانون الأول الماضي، ضربات صاروخية وغارات جوية، على أهداف في اليمن يقول التحالف إنها للحوثيين. وردًا على ذلك أعلن الحوثيون اعتبار السفن الأمريكية والبريطانية أهدافًا عسكرية.
وأغارت إسرائيل على ميناء الحديدة في 20 يوليو/ تموز ردًا على ضرب تل أبيب بطائرة مسيرة. وتسببت الغارات الإسرائيلية في استشهاد وإصابة أكثر من 90 يمنيًا ودمار كبير في البنية التحتية للميناء.
كما استهدفت في 29 سبتمبر مينائي الحديدة ورأس عيسى ومحطات طاقة، وتسببت الهجمات في استشهاد وإصابة 62 شخصًا وأضرار وخسائر كبيرة في البنية التحتية