لماذا اعتذر بيرام؟ / حبيب الله احمد

خميس, 17/04/2025 - 15:10

كتبت بالأمس أن بيرام سيعتذر وأنه منذ بعض الوقت اجرى مراجعات لبعض تصريحاته ومواقفه

قلت إن تصريحات زوجته ليلى هي تعبير عن تلك المراجعات وتمهيد للاعتذار فى بث على صفحة Sidi Mohamed Kmache  وهي من أكثر الصفحات رواجا وتعتبر من الصفحات الداعمة لبيرام

صحيح أن الاعتذار كان يناسبه مؤتمر صحفي أو بيان للرأي العام الوطني

وصحيح أن الاعتذار مقتضب وغير فضفاض ولم يشمل الاعتذار عن محرقة الكتب

ومع كل ذلك فقد كان اعتذارا مقبولا خاصة أن بيرام اعتذر أيضا عن تصريحات نائبتيه فامو ومريم ووصف تصريحاتهما  المسيئة لرئيس الجمهوربة والسبدة الأولى بأنها غير ضرورية

وماقاله بيرام البارحة على صفحة اكماش به شجاعة على الاعتراف بأن سيل الاساءة اللفظية بلغ الزبى ويجب أن يتوقف

ولكن دعونا فى عجالة نمر بأهم أسباب اعتذار بيرام :

*  بيرام مقبل على الحوار ومحتمل أن يشارك فيه ويعنى ذلك بمعنى أدق طي صفحة الخلاف مع النظام وتجاوز عنتريات عدم الاعتراف بنتائج الرئاسيات الاخيرة

* تلقى بيرام إشارات مهمة من النظام طمأنته على " مصالحه" و" مطالبه"

فموسى افال ذكر فى تلميح يكاد يكون تصريحا بانه لا اهمية للحوار إذا لم يشارك فيه بيرام ثم إن لبيرام علاقة " خاصة " بالوزير الأول ولد أجاي كذلك الخلاف بين بيرام وغزوانى ليس جوهريا ويمكن تجاوزه فهما يعرفان بعضهما جيدا وليس مستبعدا أن يكون ترخيص حزب " الرك" من ذلك النوع الذى يعيد " امرأة " إلى " خيمتها"

* نقل عن اوساط فى " إيرا" قريبة من بيرام تعبيرها له عن خشيتها من تنامى نفوذ جناح متطرف متحالف اصلا مع الحركة وليس منهآ يمرر عبر منابرها وتحت يافطاتها خطابا متشنجا تحريضيا يخدم اجندات اخرى ليست محل إجماع داخل الحركة

* بيرام ربما توصل لقناعة بأن تجديد الخطاب وتهذيبه اصبحا ضرورة ملحة لاعتبارات تتعلق بتجاوز مراحل عمرية وسياسية وحقوقية استنفدت نفسها واستهلكت خطابها الذى لم يعد صالحا للسياقات الحالية

* توحى مؤشرات عديدة إلى أن بيرام اختار التهدئة والاقتراب من " الكعكة" بدلا من التصعيد والتأزيم

ويعنى ذلك فشل بعض حلفائه فى جره نحو متاهات تخدم اجندتهم وتغليبه لمصلحته الشخصية ومصلحة حركته وحزبه وهي مصلحة تقتضى الانخراط فى الحوار مع الحكومة والبحث لديها عن مكاسب ومناصب ربما تحملها سياقات الحوار القادم

وقديما قال "البيظان" إن البقرة تبدأ بالقول "ولدى ولدى" حتى إذا احيط بها قالت" رأسى رأسى