
– تسجل السيدة الأولى في موريتانيا، مريم محمد فاضل الداه، حضورا متناميا منذ أشهر داخل المشهد العام، حضورايكتسب خصوصيته من كونها إحدى أكثر السيدات الأول تعليما في المنطقة، وهو عنصر يميزها ليس فقط داخل موريتانيا بل مقارنة بغالبية نظيراتها عبر العالم.
ورغم أن هذا النشاط لا يقطع مع الدور التقليدي للسيدات الأول في المنطقة، إلا أنه يبدو آخذا في الاتساع بوتيرة منتظمة تمنحه وزنا جديدا داخل الحياة المؤسسية، الأمر الذي يثير نقاشا هادئا حول طبيعته وآفاقه.
جدول حافل وظهور متنامٍ
أمس الخميس 11 ديسمبر 2025، افتتحت السيدة الأولى النسخة الأولى من معرض الذهب في موريتانيا (Expo Gold Mauritanie)، وهو حدث اقتصادي يحمل دلالات خاصة بالنسبة لقطاع الذهب المتسع تأثيرا في الاقتصاد الوطني.
وقد احتضن “قصر المؤتمرات الدولي – المختار ولد داداه” هذا اللقاء، الذي يعد الأول من نوعه في البلاد.
افتتاح يأتي ضمن سلسلة نشاطات متواصلة تشمل إطلاق مبادرات اجتماعية، افتتاح فعاليات وطنية وإقليمية، والمشاركة المنتظمة إلى جانب رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني في ملتقيات دولية. تراكم هذه المحطات يمنح السيدة الأولى حضوراً بات لافتاً في البنية المؤسسية الموريتانية.
بين الدور الاجتماعي وموقع المؤسسات
منذ توليها دور السيدة الأولى، حافظت مريم الداه على تركيز خاص في مجالات الصحة والتعليم ورعاية الفئات الهشة، وهي مساحات تمثل امتداداً طبيعياً لدور زوجات الرؤساء تقليدياً. إلا أن انخراطها في فعاليات ذات وزن اقتصادي أو دبلوماسي يضيف بعداً جديداً إلى صورتها العامة.
ويقرأ المتابعون هذا الحضور المتسع من زاويتين أساسيتين:
امتداد وظيفي للدور التقليدي
قد يندرج نشاطها ضمن دعم برامج الدولة الاجتماعية والترويج للصورة الإصلاحية للحكومة، من دون أي دلالات سياسية مباشرة.
ترسيخ حضور مؤسسي أوسع
اتساع المجالات التي تتحرك فيها السيدة الأولى، مع انتظام ظهورها، قد يسهم في بناء مكانة مؤسسية متقدمة، حتى وإن لم يُترجم ذلك إلى طموح سياسي معلن.
حتى الآن، لا توجد مؤشرات رسمية تدعم فرضية وجود نية سياسية واضحة، كما لا توجد معطيات تستبعد تطوّر الدور في المدى المتوسط.
البعد الدولي… حضور ناعم ومتواصل
المشاركة في الوفود الرسمية الخارجية تمنح السيدة الأولى موقعاً ضمن الواجهة الدبلوماسية لبلادها. ورغم أن هذه المشاركات تحكمها اعتبارات بروتوكولية، إلا أن انتظامها يرسخ حضوراً دبلوماسياً ذا طابع رمزي وناعم، يضيف إلى ملامح صورتها العامة.
آفاق مفتوحة على احتمالات عدة
في ضوء المعطيات المتاحة، يبدو أن الحضور المتنامي للسيدة الأولى يندرج ضمن تعزيز الدور الاجتماعي المؤسسي، مع انفتاح على ملفات تنموية واقتصادية. ولا توجد مؤشرات حاسمة تتيح استخلاص توجه سياسي محدد.
لكن استمرار هذا المسار وتكثّف ظهوره قد يفتحان الباب أمام إعادة قراءة موقعها داخل المشهد العام في المستقبل..
موقع زوم



