البعض ربط الإقالة بما تضمنه مقال الدبلوماسي الشاب مما قيل إنها بعض "المحظورات" التي لا يسمح في العادة للمقربين من النظام بالخوض فيها وبالأحرى من الدبلوماسيين.
أثار قرار الخارجية الموريتانية، إنهاء مهام المستشار الأول بسفارتها في مسقط، السعد ولد عبدالله ولد بيه، بعد ساعات من نشره مقال رأي بعنوان “نعي الديمقراطية وإدانة الفعل السياسي العام”، حالة من الانقسام بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في موريتانيا، بين من يرى أن الدبلوماسي تمت إقالته بسبب الانتقادات التي حملها مقاله الذي نشر عقب انتهاء استفتاء مثير للجدل، وبين من يرى أن الإقالة جاءت طبيعية لموظف تم تعيينه ويمكن في أي وقت إنهاء مهامه.
غير أن اللافت للنظر، محاولة البعض ربط الإقالة بما تضمنه مقال الدبلوماسي الشاب، خصوصا وأنه تضمن ما قيل إنها بعض “المحظورات”، التي لا يسمح في العادة للمقربين من النظام بالخوض فيها، وبالأحرى من الدبلوماسيين.
وعبر بعض النشطاء عن تضامنهم مع ولد بيه، في حين استحضر آخرون أن الأمر قد يتجاوز المقال إلى صراع النفوذ داخل النظام الموريتاني، الخارج لتوه من معركة الدستور المثيرة للشكوك، بينما اعتبر فريق ثالث أن الدبلوماسي الشاب مهما حاول أن يخرج من هذا الموقف منتصرا، فإن ذلك لن ينسيهم أنه كان ناشطا فعليا في مجموعة شبابية داعمة للرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز قبل تعيينه مستشارا دبلوماسيا في العاصمة العمانية مسقط.
وكتب الصحفي والشاعر أبوبكر المامي، قائلا “إقالة الدبلوماسي الموريتاني المثقف المحترم سعد بيه بسبب مقال ناضح بالوطنية والصدق مع الذات والشعب، يعني أن جميع الموظفين أصبحوا مطالبين بالتسبيح والتقديس باسم رئيس العمل الإسلامي”. في إشارة إلى الرئيس الموريتاني.
في حين اعتبرت تسلم إسلم المختار إسلم، أن “كل ماكتبه السعد ول بيه في مقاله لا يستوجب عزله عن منصبه فلم يعالج الا الحقيقة بطريقة موضوعية تصب فيما يدور في الواقع دون لف ودوران”.
وكتبت الناشطة في فيسبوك تسلم إسلم المختار
كل ماكتبه"السعد ول بيه"في مقاله لا يستوجب عزله عن منصبه فلم يعالج الا الحقيقة بطريقة موضوعية تصب فيما مايدور في الواقع دون لف ودوران
من أقال المستشار؟
وحاولت مجموعة من النشطاء، أن تلقى باللائمة في إقالة ولد بيه، على الأمين العام المساعد للحكومة المورتانية، والمستشار الإعلامي السابق للرئيس، اسحاق الكنتي، خصوصا وأن الأخير كتب مقالا رد فيه على الدبلوماسي المقال.
وكتب محمد بدين، المذيع بقناة روسيا اليوم، “إن أكثر من وقف معه (أهل بيه) معنويا وسياسيا و.. لهو الكنتي الذي وشى بالديبلوماسي الأديب سعد بيه حتى أقيل من منصبه اليوم”.
ورد عليه الناشط في الأغلبية الموالية للرئيس الموريتاني، الخبير الاجتماعي، سيدي ولد بيادة، متسائلا “كيف يشي به وقد رد عليه من خلال نفس الوسيط الذي استخدمه؟”.
وتابع بياده، “السعد كاتب لايشق له غبار ويكتب رأيه، والكنتي رأى أن من واجبه الدفاع عن ديموقراطية يؤمن بها..هذا ما اتضح لي”.
وحسم الأكاديمي الموريتاني، الدكتور الشيخ ولد سيدي عبدالله، هذا الجدل في تدوينة، قال فيها “فعلا ..الكنتي لا يستطيع إقالة أحد ولا يملك ضر أحد.. ووزير الخارجية لا يمكنه أن يقيل دبلوماسيا رفيعا ببساطة لأنه لم يعينه في الأصل”.
وأضاف، “السعد ولد بيه أقاله الرئيس.. والرئيس هو الآمر بالتعيين والإقالة… وهو المتحكم في تعيين السفراء والمستشارين، لا أحد آخر يملك قوة فصل أو وصل”.
تساؤل.. وموقف
وبدوره تفاعل الصحفي، بقناة سكاي نيوز عربية، أحمد أبو المعالي، مع الموضوع مستفهما، “نعي الديموقراطية وإدانة الفعل السياسي العام.. هذا هو عنوان المقال الذي بسببه تمت إقالة الدبلوماسي سعد بيه، حسب الأنباء الواردة اليوم، فهل تعتبر هذه الإقالة من نعي الديمقراطية؟
وكتب ولد ابو المعالي في صفحته:( "نعي الديموقراطية وإدانة الفعل السياسي العام"
هذا هو عنوان المقال الذي بسببه تمت إقالة الدبلوماسي سعد بيه حسب الأنباء الواردة اليوم
فهل تعتبر هذه الإقالة من نعي الديمقراطية؟)
أما مراسل قناة دبي في موريتانيا، محمد لمين محمودي، فحاول أن يضع الأمور في سياقها العام انصافا واستحضارا للماضي القريب، وكتب يقول، “مهما بلغ سروري بخروج أو إخراج أحد الفاعلين الكبار في شباب عزيز من الطابور العزيزي، فلن يصل الأمر حد انكار أنه كان أحد الفاعلين الكبار في شباب عزيز.. لن تتحكموا في ذاكرتي ولا في مشاعري”.
يذكر أن الدبلوماسي المقال، كاتب وباحث في مجال العلوم السياسية، هو نجل العلامة الموريتاني الشيخ عبدالله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة.
المصدر/ المصدر: إرم نيوز "منذ سنة تقريبا