قطع الرؤوس دون اقتلاع الجذور لا يحل مشكلة الفساد
عملية محاربة الفساد التي كانت شعارنظام الريئس السابق محمد ولد عبد العزيز كان المطلوب منها أن تكون هي البرنامج السياسي للريئس فترة حكمه ,لانها أسهل خدعة يخدع بها المواطن البسيط.الذي عاني الكثير من الويلات والظلم والتهميش.لكن الطريقة التي تمت بها عملية محاربة الفساد كانت غير موفقة وأعطت الانطباع بأنها عملية “انتقامية” و انتقائية أوانتقالية من حالة نظام فاسد نظام ولد الطايع , إلى حالة نظام يستفيد من الفساد..
العديد من الناس يعرفون أن عمليات فساد كبيرة تجري بعيدا عن الأعين ولا تطالها عمليات ملاحقة الفساد، وأن العديد من المسؤولين الذين تورطوا في عمليات فساد في الأشهر الأخيرة تم التحقيق معهم.. لكن هذا من أجل ذر الرماد في العيون كما يقال
كل ملفات الفساد التي فتحت في الأشهرالاخيرة للنظام ولد عبد العزيز لم تفصل فيها العدالة حتى الآن بأحكام قضائية تطمئن الشعب وتجعله يؤمن بأن “مبدأ محاربة الفساد حقيقة قائمة لارجعة فيها. !
بل ويتحدث البعض عن أن تأجيل الفصل في هذه القضايا لا يعود إلى صعوبة وتعقيد التحقيق في هذه الملفات، بل التأجيل قد يكون مراده الإبقاء على خط الرجعة ضد هؤلاء الفاسدين.بينما ظلمو آخرين إنتقاما من علاقة لهم بمسؤل غير محبب عند الرئيس أو عند وزيرالتجويع ولداجاي,الذي اغلق مراكز تجارية لمقربين والريئس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني الذي رفض التدخل في وضعهم.
قد تكون العملية برمتها الهدف منها خداع الرأي العام الوطني .م
لكن الديناميكية التي أخذتها عملية محاربة الفساد التي تبنها النظام السابق بات لا يمكن معها تصور الطرح الذي يقول إن هذه العملية هي مجرد لعبة لإلهاء الرأي العام في هذه المرحلة الحساسة.
وحتى وإن كانت القضية مجرد لعبة، فإننا لابد أن نحولها إلى واقع لا يمكن العدول عنه... وأن لا نكتفي بملاحقة الفاسدين، بل نعمل على إرساء مؤسسات شرعية تقتلع الفساد من جذوره.. لأن قطع الرؤوس دون اقتلاع الجذور لا يحل مشكلة الفساد...
الياس محمد