الهدف الذي يسجله أحد لاعبي فريقك ويخترق شباكك وأنت تعيش نشوة البحث عن الفوز والانتصار، هو هدف كبقية الأهداف التي يسجلها منافسوك، يحتسب عليك لا لك؛ لكن لهذا الهدف وقع أشد في النفس وتأثير قوي على معنويات اللاعبين، وقد يتعدى ضرره ليصيب جمهور المشجعين والمأيدين بخيبة الأمل..وربما دفعهم إلى اتهام اللاعب الذي سجله بالخيانة والتواطؤ، وسواء كان الأمر خطأ أو عمدا، وحتى وإن كان مرتكب تلك الغلطة قائد الفريق نفسه، فإن احكام الجمهور قد تبدو قاسية أحيانا لكنها منطقية استنادا إلى قانون اللعبة نفسها..!
إذا أنت هنا أمام حقيقة مجردة وهي أن شباكك اهتزت بفعل صديق وأن عليك التسليم بالأمر والبحث عن فرصة للتعويض واستدراك الخطأ القاتل..!
لكن الأمر يختلف عندما تدرك أنك كنت تلعب ضمن تشكلة غير متجانسة ولا تسعى لتحيق غاية موحدة، وأن الهتاف العالي والتصفيق المستمر للجمهور كانا يحجبان عنك حقيقة مايجري، ويمنعاك من فهم أنك خسرت المبرايات عند أول وهلة..تماما كما حدث مع نادي "الأغلبية" الذي كان يقوده الرئيس المنصرف ولد عبد العزيز.
لقد بدأت خسارت هذا النادي للمبارات عندما سجل رأس حربته وهدافه القوي عزيز، أول هدف في شباك فريقه من خلال ضربة ركنية نفذها ضد فريق "الدعم" الذي كان يقوده اللاعب الثري والمحبب جماهريا "بوعماتو؛ ورغم محاولاته المتكررة الظهور بمظهر المنتصر، ومحاولته افهام بقية أعضاء " النادي" أن أرضية الملعب غير الممهدة كانت سبب تلك الغلطة الكبيرة.. إلا أن هدفا آخر كان ينتظر لمسة قدمه القوية ليصب هذه المرة حارس فريقه في المعصم ويمنعه من التصدي لتلك الركلة العنيفة التي كادت تدخل مهاجم ناد الظل "بيرام" إلى الشباك، لولى " مبادرات" فردية وجماعية تدخلت بشكل فوري لحسم أمر المبارات و ساعدت في اسقاط مهاجم نادي " الظل" دون أن يلج الشباك وإلا لكانت الأمور أخذت منحى آخر..!
أما الهدف الثالث والقاتل الذي سجله اللاعب ولد عبد العزيز في شباك فريقه فقد جاء من خلال ضربة جزاء نفذها من الخط 18 لكنها بفعل قاهر استقرت في شباك فريقه، وهذه المرة أسقطت معها مدرب "النادي" الذي أعلن اسقالته على عجل.. لكن اللاعب ولد عبد العزيز أراد لفريقه أن يستمر باللعب وراءه لأطول قدر ممكن من الوقت عندما أوهم التشكلة بأنه خارج في مسيرة احترافية؛ لكن تشكلة النادي بسبب نقص التجربة لديها لم تدرك بعد أن الفرق والأندية الوطنية غير ملزمة باستمرار العقود مع اللاعبين خارج النجيلة.. وأن مسألة الاحتراف لا تعدو مجرد اجراء تكتكي لتغطية انسحاب نهائي وخروج أبدي من المشهد الكروي الوطني فظلت تمسك خيط دخان وتتشبث بأمل عودة رأس النادي..!.