حفروا 6 أشهر.. كيف نجح الاسرى الفلسطينيين في إخفاء أمر "النفق" عن مخابرات إسرائيل؟ التفاصيل

جمعة, 17/09/2021 - 12:16

تشير تقارير إسرائيلية إلى أنّ الأسرى الفارّين من سجن جلبوع حفروا لمدة نصف عام، وتكشف التقارير عن سلسلة من الفشل في كشف النفق على رغم توفر دلائل كبيرة، تكشف فشل مخابرات إسرائيل في اختراق الأسرى الفلسطينيين.

تواصل وسائل الإعلام العبرية كشف مزيد من التفاصيل حول عملية هروب الأسرى الفلسطينيين الستة من سجن جلبوع شديد الحراسة والتحصين.

خلال ذلك تتكشف خيوط سلسلة طويلة من "إخفاقات وفشل" مصلحة السجون الإسرائيلية وهو ما يثير الكثير من الجدل في إسرائيل.

وهو ما دفع رئيس الوزراء نفتالي بنيت إلى وصف ما جرى بأنه "سلسلة إخفاقات"، والدعوة إلى ترميم بعض أجهزة الدولة.

وكان آخر ما كُشف في قضية "نفق الحرية" كما يُسميها الفلسطينيون وترمز إلى انتزاع الأسرى حريتهم عبر نفق حفروه في أرض السجن المحصّن، أنّ جندي الحراسة، ليلة الهروب، كان منشغلاً في مشاهدة التلفاز ولم ينتبه لكاميرات المراقبة ولا نباح الكلاب، ولا حتى لحالة الإنذار التي أطلقت في السجن.

ليس ذلك فحسب، فقد كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية صباح الثلاثاء تفاصيل أثارت جدلاً واسعاً في إسرائيل، ونُشرت تحت عنوان "الجميع كان يعرف بالنفق إلا مصلحة السجون".

وهذا يشير إلى أنّ الأسرى الباقين في السجن حافظوا على السرية لمدة طويلة من أجل نجاح العملية، وهو ما يشير إلى إخفاق المخابرات الإسرائيلية في اختراق صفوف الأسرى.

وتقول الصحيفة بناءً على شهادات ومصادر خاصة إنّ "النفق لم يكن سرياً، أسرى كثر في سجن جلبوع كانوا يعرفون بأمره، لكن استخبارات مصلحة السجون فشلت في معرفة الأمر".

وتضيف: "بناءً على تحقيقات أُجريت مع بعض الأسرى الفلسطينيين يتضح أنّ الكثير من الأسرى كانوا يعرفون بأن زملاءهم يخططون للهرب من السجن، ففي قسم 2 في سجن جلبوع على سبيل المثال كانوا يعرفون بأمر الحفريات التي أُديرت من قسم 5 الذي فرّ الأسرى منه".

نصف عام من الحفر

 

وتوضح أنّ "الحفريات في النفق استمرت نحو 6 أشهر ولم تستطع استخبارات مصلحة السجون ولا حتى السجانون من كشف أي شيء. كثيرون كانوا يعرفون كل شيء في الوقت ذاته".

 

كما تقول الصحيفة إنّ "زكريا الزبيدي وهو عضو في حركة فتح انضم إلى الأسرى الخمسة وهم من الجهاد الإسلامي قبل ساعات قليلة فقط من عملية الهروب من سجم جلبوع".

 

وتضيف: "الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تُقدّر بأن انضمام زكريا إلى الأسرى الآخرين جاء بهدف مساعدتهم بموجب علاقاته الواسعة للهروب إلى جنين والتحصّن فيها وكذلك محاولة دعمهم من السلطة الفلسطينية".

 

بعدما نجح الأسرى وهم ستّة في انتزاع حريّتهم من السجن الإسرائيلي، اعتقلت إسرائيل أربعة منهم فيما لا يزال اثنان حتى الآن فارين.

 

وتقول هآرتس نقلاً عن مصادر أمنية إنّ "التقديرات تشير إلى أنّ الأسير مناضل انفيعات قد نجح فعلاً في الدخول إلى مدينة جنين بالضفة الغربية عبر فتحة في الجدار الشائك".

 

لكنها أشارت إلى أنّ تقديرات أخرى تؤكد أن الأسير الآخر أيهم كممجي لا يزال مختبئا في منطقة "عيمق يزراعيل" قضاء مدينة الناصرة.

 

تعثّر عمليات البحث عن الأسرى

عملية البحث عن الأسرى متعثرة (يديعوت أحرونوت)

 

في السياق ذاته، تقول القناة 12 العبرية إن "عملية البحث عن الأسيرين الآخرين تبدو وكأنها تصطدم بعثرات".

 

وكشفت القناة أنّ "كميات كبيرة من الرمال كانت تملأ أنابيب الصرف الصحي في سجن جلبوع، وهو ما أدى خلال الشهرين الآخرين إلى انغلاق الأنابيب بشكل واضح وخطير".

 

وتقول إن "إدارة السجن كانت تعالج انسداد الأنبابيب بشكل مستمر ولم يلفت انتباهها الأمر، ولم يفكر أي أحد بأن ثمّة عملية حفر جارية".

 

في المقابل، نقلت القناة عن مصادر في الشرطة الإسرائيلية بأن ثمّة "انقساما" واختلاف كبير في الآراء ووجهات النظر حول كيفية الاستمرار في عملية البحث عن الأسيرين اللذين لا يزالان يلوذان بالفرار وهما مجاهد نفيعات وأيهم كممجي، مشيراَ إلى أن أوساطاً في الشرطة يصفون عملية البحث الجارية بأنها متعثرة.

 

ويبدو واضحاً من تضارب التصريحات والأنباء في إسرائيل بأن ثمّة عراقيل تحول دون اعتقال الأسيرين الفارين، واللذان كانت تقدّر الشرطة بأن اعتقالهما سيتم يوم السبت الماضي، لكن الأمر لم يجرِ كما كانت تشتهي.

 

كما ثمّة تضارب واضح في التقديرات حول أماكن وجود الأسرى، ففي حين تشير تقديرات المخابرات إلى أن أحدهما فقط نجح بالدخول إلى مدينة جنين، تشير القناة 12 نقلاً عن مصادر إلى أن بعض التقديرات قد تشير إلى أنّ الاثنين نجحا في دخول جنين.

 

التحقيق مستمر

 

لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بينما تجري علمية البحث عن الأسرى الفارين، ويُمدد اعتقال الأربعة الذين اعتُقلوا في البداية لمدة تسعة أيام ويُحقق معهم في ظل تسرب أنباء عن تعرض بعضهم إلى التعذيب، تجري على الجهة المقابلة عملية تحقيق واسعة في إسرائيل.

 

وشكلت الحكومة الإسرائيلية لجنة تحقيق حكومية خاصة في هذا الحدث.

 

وكشف موقع "واللا" العبري أنّ أحد عناصر مصلحة السجون الإسرائيلية والذي يُشرف على العمل في ترميم السجن وبنيته التحية أُخضع للتحقيق "تحت التحذير" مؤخراً، جاء ذلك عقب أنباء عن انغلاق كان واضحاً في أنابيب الصرف الصحي بالسجن بسبب الرمال التي أخرجها الأسرى الهاربون من النفق.

 

كما استدعي مدير سجن جلبوع، غوندر مشنة بيردي بن شطريت للإدلاء بشهادته حول الأحداث، ومن المقرر، حسب الموقع، أن تستدعي الشرطة الإسرائيلية عدداً من ضباط السجن للتحقيق أيضاً.