كنا في موقع الاعلامي قد سلطنا الضوء علي اهمية تغيير شامل لقيادة الحزب الحاكم وتغيير نمط خطابه السياسي الذي يجب ان يكون خطابا مجتمعيا يتماشي مع هموم المواطن ومشاكله التي يشعر بها والبحث عن حلول لها قبل الشروع في الاستحقاقات المقبلة.
ليس المهم أن يكون التغيير وقع بل المهم فعل شيء ما , يتناسب مع الحدث المقبل ، وإن كان ذلك مطلباً ملحاً في حياة لدي المنتسبين للحزب ، والأهم من كل ذلك أن يكون ريئس الحزب الجديد واعياً لمعنى التغيير رغم اني لست راضيا عن ادائه السياسي فهو في الحضيض. عليه الكثير من الاصلاح. إن مفهوم التغيير لو وضعناه في سياقه العام لوجدناه يحمل في طياته وجوهره روح الانتقال من حال إلى حال، وهذا من طبيعة هذا الكون، فلا الأرض تبقى على حالها منذ أن خلقت ولا الطبيعة بقيت على حالها منذ أن وجدت، بل إن من طبيعة هذا العالم التغير والتبدل، والاحزاب السياسية مطالبة في كل ظرفية بالتغيير نظرا لتقلب الاوضاع الساسية والاقتصادية للبلاد ,.
لان أصل كل تغيير، ومراميه ما يحمله المستقبل من خيرات ومكاسب اجتماعية وسياسية
إن الحديث عن موضوع التغيير يقودنا إلى تقزيم الزاوية التي نرى منها حيثياته ومعانيه على اعتبار أن مفهومه يتغير ويتبدل في حدّ ذاته مع تبدل الاتجاهات والمنطلقات الفكرية. فالسياسي لا يرى تغييراً إلا في السياسة، والاقتصادي لا يراها إلا في الاقتصاد وهكذا. أما المتمعّن العاقل الذي يسعى إلى تغيير سياسي واقتصادي شامل، لابدّ عليه أن يعي تمام الوعي ما مدى تماشي هذا التغيير الذي يسري على مستوى الرأس مع الثبات، أو بالأحرى في كثير من الأحيان التنطع والدوغمائية التي تطغى على مستوى القاعدة. هذا إن كانت الطبقة المتوسطة مثقفة فتصبح منطقة المحكّ من الجانبين السفلي القاعدي والرأسي فتفشل في إبداء أي محاولة لإنهاء الصراعات الناتجة عن المخاض المتولد من التغير.
إن أساس بقاء مشوار التغيير الإيجابي في أي حزب مرهون بمدى وعي قيادته بأهمية تغيير على كل الاصعدة ،ولإدراك ما قد فات وبناء المستقبل علي اسس سليمة وقوية ، فهذا هو التغيير المنشود وهكذا يستحق الحزب ان يكون حزب حاكم للدولة
الياس محمد
