منذ بداية العام 2020 قرر ثلاثي في الحكومة، مقرب من رئيس الجمهورية، اختطاف واختراق الحقل الإعلامي وانتقاء مجموعة من الإعلاميين، بمواقعهم وصحفهم متباينة التأثير والمحتوى، للتعامل معهم، دون غيرهم، كمؤسسات وكمجموعة، تدعمها الحكومة بشكل رسمي، وقد اجتمع الوزير السابق للثقافة لمرابط ولد بناهي، بمديري بعض الصحف والمواقع المذكورة، وأخطرهم بما توصل إليه من تلك الجهات الرسمية التي قررت اعتماد نهج جديد في الإقصاء والتهميش والانتقائية.
ما ميز هذه الخطوة، بالغة السوء، هو أنها تأسست وفق رؤية جهوية بحتة، فالثلاثي الرسمي المقرب من رئيس الجمهورية ينحدر من ولاية لعصابة، ولاية رئيس الجمهورية، أما الصحفيون أصحاب الحظوة، فهم من ثلاث ولايات فقط، هي لعصابة والترارزة ولبراكنه، وتم التعاطي معهم من طرف الحكومة حتى في تغطية نشاطات رئيس الجمهورية الخارجية والداخلية، والحصول على الامتيازات المادية والمعنوية من مختلف القطاعات الحكومية، واحتكار تمثيل المؤسسات الصحفية، بصحفها ومواقعها الإخبارية، في لجان تسيير صندوق الدعم العمومي للصحافة الخاصة، وذلك بعد الإيعاز لــ"قادة" هؤلاء بتأسيس تجمع للمؤسسات الصحفية يكون "بديلا" عن جميع المنظمات الصحفية المهنية القائمة في موريتانيا منذ بداية التسعينيات، وهو ما تم بالفعل، حيث تمكن ثلاثي لعصابة الحكومي من فرض التعاطي مع هؤلاء بوصفهم يمثلون الإعلام المستقل في كل شيء، والواقع أن هذا الإجراء أسفر عن:
- الالتفاف على المشروع الإصلاحي لرئيس الجمهورية في مجال الصحافة، والإضرار به
- القضاء على التعددية النقابية في الحقل الصحفي الموريتاني وخاصة ما يتعلق منه بالمؤسسات.
- احتكار الامتيازات المادية، والتي مصدرها أموال المواطنين دافعي الضرائب، لصالح هذه الثلة المقربة إيديولوجيا من ثلاثي "لعصابة" الحكومي.
- زرع الشقاق والفتنة وانعدام الثقة في الوسط الإعلامي، وحرمان أصحاب الحقوق من حقوقهم في "دولة القانون والمؤسسات".
- تعطيل إصلاح وتمهين الصحافة إلى أجل غير مسمى.
- تجسيد الجهوية المقيتة والانتماء الإيديولوجي كأساس للتمييز الإيجابي
- إحراج رئيس الجمهورية، الذي وصلته شكاوى وتظلمات من هذه التصرفات الصبيانية غير الديمقراطية، والتي تتنافى مع أبسط قواعد أخلاقيات المهنة.
فهل يتدارك فخامة رئيس الجمهورية ويباشر بنفسه محو آثار هذه الفضيحة التي عصفت بكل شيء وأساءت لبرنامج رئيس الجمهورية وفي مقدمته إرساء قواعد الإنصاف والعدالة في كل قطاع؟!
أبو محمد
زاوية بلا قناع العدد 781 من صحيفة التواصل بتاريخ 04 ديسمبر 2023